أحيت مجموعة “النهار” الإعلامية الذكرى الـ19 للشهيد جبران تويني في مبنى المؤسسة في وسط بيروت.
وحلّت المناسبة هذه السنة مختلفة، تزامنا مع سقوط النظام السوري، وانطلاق الحلة المتجددة لـ”النهار”.
قدّم اللقاء الزميل لوسيان شهوان. استهلالاً النشيد الوطني اللبناني، ثمّ عرضٌ لوثائقي عن جبران تويني الصحافي والسياسي ومسيرة “النهار”. “سقط المجرم… شكراً جبران”، عبارة استهلّت بها رئيسة مجموعة “النهار” الإعلامية نايلة تويني الذكرى.
وفي كلمتها، أشارت إلى أنّه “منذ 19 عاماً، قرّر المجرم أن يقلب النهار إلى ليل بقتله جبران تويني، تاركاً في قلوبنا وجعاً وجرحاً كبيرَين. وهذا الشعور تعرفه جيداً النائبة السابقة بهية الحريري الحاضرة معنا، حينما اختبرت التجربة المُرّة في 14 شباط 2005”.
واستذكرت تويني والدها جبران “الحالم بغدٍ أفضل لبلده والمؤسسة الإعلامية التي سعى إلى أن تبقى مواكبة للتطور التكنولوجي”.
وقالت: “حين فتحتُ حقيبة والدي التي كانت إلى جانبه لحظة الانفجار في 12 كانون الأول (ديسمبر)، قبل 19 عاماً، وجدتُ كتاب جدي غسان وتفاصيل عن كيفية تطوير الصحيفة وصولاً إلى حجم الطبعة والإخراج”.
وأضافت: “بعد 19 عاماً على اغتيال جبران وما تلاه من تجارب مُرّة اختبرها لبنان، بينها انفجار مرفأ بيروت الذي قضى على أثره أشخاص داخل هذا المبنى وخارجه، نُعيد افتتاح مكاتب “النهار” التي تضم 130 صحافيّاً وقد توسعت إلى العالم العربي، إلى جانب شركة Media Innovation”.
وأضافت: “على الرغم من تضرّر مكاتب الجريدة وإصابة معظم العاملين، قرّرنا الترميم، وها هي عدالة السماء تتحقّق بعد طول عناء”.
وأشارت إلى الظروف الصعبة التي واجهت “النهار”، ولاسيما في الجانب الاقتصادي، مُقدّمة “الشكر للأيدي التي تكاتفت وحقّقت ما صرنا عليه اليوم من تقدُّم تقني ليبزغ فجرها في لبنان والعالم العربي وأبعد من ذلك باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية وغيرها”.
من جهته، قال نائب رئيس تحرير “النهار” نبيل بومنصف:”نحن النهاريين من الأجيال المتعاقبة في مسار هذه الجريدة والمؤسسة الصحافية والإعلامية العريقة، بل الأعرق لبنانياً، نعتبر أنّ عملنا هو التطبيق الحرفي اليومي لما استُشهد من أجله جبران، تماماً كما نحن تلامذة من أطلق على الصحافة صفة الرسالية، أي معلمنا غسان تويني. بهذه الروح وهذا النبض، بعد الصدمة الأقسى التي تلقيناها في 12/12/2005، قرّرنا وعلى رأسنا آنذاك غسان تويني ونايلة تويني، أنّ “النهار” تريد أن تُترجم العنوان التاريخي الذي صدرت تحته غداة اغتياله: “جبران لم يمت والنهار مستمرة”.
أضاف: “نعم، استمرّت النهار، ولكن يجب أن تعلموا أن استمرارها كان ولا يزال أمّ المعارك الذاتية المتواصلة والصعبة والشاقّة جداً، ومرات كثيرة بلغنا حفاف الخطر المصيري الجدي”.
وتابع: “بدأت رحلة الصمود والتحديث والتطوير متزامنة، في ظروف ما بعد 2005، وحتى سنة 2009 كانت مرحلة صمود بالحد الأقصى، وحينها بدأت النهار عملياً مرحلة الجيل الرابع مع نايلة تويني”.
وأشار إلى أنّه “في الحقبة الأخيرة خطّت نايلة خطوة هائلة جديدة في توسيع أفق المؤسسة التي أصبحت مجموعة إعلامية مترامية: جريدة بحلّة جذرية جديدة وبنسختَين لبنانية وعربية، وقد دشّنت عودتها من باب عريض إلى العالم العربي بدءاً من الإمارات العربية المتحدة وتباعاً نحو بلدان عربية أخرى، تطوير كبير جدا في الإعلام الرقمي والإلكتروني صار يضاهي أكبر المؤسسات الإعلامية العالمية، وأرقامنا تدل علينا، تلفزيون “النهار” المختص بالمتابعات اليومية للحدث. في السنوات الثلاث الأخيرة فقط حصدت النهار عشرات الجوائز في مجالات الصحافة والتطوير الإبداعي”.