"الهيئة اللبنانية للتخطيط والانماء" تستنكر إقفال ثانوية تنورين

Schools654

ندّد رئيس "الهيئة اللبنانية للتخطيط والإنماء" نبيل حرب في بيان، بقرار وزارة التربية والتعليم العالي القاضي بإقفال ثانوية تنورين الرسمية للعام الدراسي 2025–2026، بذريعة انتهاء عقد الإيجار للمبنى الحالي.

وقال: "هذا القرار لا يمكن تفسيره إلا كحلقة جديدة من مسلسل التهميش الممنهج، وضرب لمصالح أبناء تنورين والبترون العليا عرض الحائط. بدل أن تشكّل السياسات التربوية حافزاً للعودة إلى الجبال، تتحوّل إلى عامل إضافي لاقتلاع الناس من أرضهم وتاريخهم وجذورهم. إن اقتلاع 90 تلميذاً وتلميذة من مقاعدهم، يعني اقتلاع 90 عائلة من تنورين. ولا أتصوّر أن أحداً يريد ذلك. هذه الثانوية راسخة في الجرود، تعلّمنا فيها وكانت مقصداً لأبناء القرى المجاورة. إنها ثانوية الفقراء والطموحين، الشرفاء والمبدعين، الذين تخرّجوا منها وحجزوا لأنفسهم مكاناً بين الكبار".

أضاف: "ما يثير الدهشة والغضب معاً، أن هناك مبنى بديلاً مملوكاً للثانوية وجاهزاً، ومع ذلك لم تبادر وزارة التربية إلى تشغيله. فهل المطلوب إقفال المدارس وتهجير الأجيال، أم تأمين الحد الأدنى من مقوّمات التعليم في مناطقنا الجبلية، حيث يعتاش الناس من الزراعة والحِرَف البسيطة، ويأكلون لقمة العيش بكرامة وعرق الجبين؟".

ورأى أن "هذا القرار يؤكّد مجدداً غياب رؤية إنمائية عادلة ومتوازنة، وعجزاً فاضحاً عن دعم الأهالي الذين يصارعون للبقاء في قراهم رغم قساوة الظروف الطبيعية والمعيشية والمادية وانعدام الفرص".

وقال: "نحن في الهيئة اللبنانية للتخطيط والإنماء نرفض هذا القرار رفضاً قاطعاً، ونحذّر من تداعياته الخطيرة على مستقبل شبابنا وأمننا الاجتماعي. نعتبره إساءة مباشرة إلى كرامة أبناء تنورين وصبرهم الطويل. أليس من حق أكبر بلدة جردية في قضاء البترون، من حيث عدد السكان والمساحة وأعضاء المجلس البلدي، أن تضم ثانوية رسمية أصيلة منذ عشرات السنين؟".

وأضاف: "ندعو من هذا المنبر جميع أبناء البلدة، من دون استثناء أو تمييز، ومن مختلف العائلات والجهات والفئات، إلى التكاتف ونبذ الخلافات، بهدف التواصل الفوري مع وزارة التربية، والضغط للتراجع عن القرار الظالم، وتفعيل المبنى الجديد لضمان استمرارية الثانوية التي تُعتبر شرياناً تربوياً وإنسانياً لآلاف العائلات في تنورين والبترون العليا".

وتابع: "كما ندعو النواب والبلديات والفعاليات الروحية والاجتماعية إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية، وعدم السماح بإقفال هذا الصرح التربوي الذي يحمل ذاكرة أجيال ومكانة في وجدان أبناء تنورين ومنطقة البترون".

وختم: "إن كرامة سكّان الجبال تبدأ من احترام حقهم بالتعليم في أرضهم، لا من قرارات تعصف بما تبقّى من أمل في صمودهم بقراهم".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: