كانت لافتة الجولة الجنوبية لوزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، والتي تفقد في خلالها عدداً من المشاريع التي يقوم بها إتحاد بلديات صور، الى الأعمال التشغيلية في مرفأ صور وصولاً الى مرفأ الناقورة.اللافت في هذه الجولة المسمّاة تفقدية هو ما قاله وزير حزب الله في الحكومة الميقاتية عن إقامة مشاريع سياحية في منطقة الناقورة، مطالباً بتحرير نفق سكة الحديد عند رأس الناقورة، معلناً أن " طولو ٦٩٥ متر...ونحنا بدنا ياه هيدا لبناني".تصريح حمية يدخل من دون أدنى شك في إطار الرسالة "البريّة" الواضحة المعالم لإسرائيل، ومفادها " أننا نريد حقنا من النفق لآخر متر حدودي ولن نتركه لأي أحد"، فما المقصود من هذه الإشارة البرية الجديدة التي يطلقها حزب الله بموازاة " معمعة" ترسيم الحدود البحرية تحت عناوين فضفاضة تتحدث عن استثمارات ومشاريع سياحية وتلفريك في منطقة الناقورة الإستراتجية، والتي تشرف على حقول النفط والغاز وخطوط الترسيم من ٢٣ الى ٢٩؟تجارب لبنان السيئة مع " عنتريات" حزب الله وفائض قوته تجعل من السؤال المطروح أعلاه أكثر من ملحّ ومشروع.تجدر الإشارة الى أن نفق الناقورة الذي كانت تمر عبره سكة حديد هو من أكبر الأنفاق في لبنان، وقد بناه الجيش الإنكليزي بين العامين ١٩٤٢ و١٩٤٤ لأغراض عسكرية، وهو يبدأ من نقطة البياضة مخترقاً الجبل الصخري الأبيض، علماً أن حركة القطارات توقفت بعد سنوات قليلة على إنشائه في الوقت الذي لا تزال فيه حركة السكة ناشطة من الجانب الإسرائيلي.
