“الوطنيون الأحرار” ينظم مؤتمراً حول الفيدرالية.. الحلو: لا خلاص للبنان إلّا بالفيدرالية

WhatsApp-Image-2024-06-12-at-5.18.34-PM

نظّم حزب الوطنيين الاحرار، اليوم الأربعاء، مؤتمراً صحافياً تحت عنوان ” جمهورية لبنان الاتحادية – الحل لغد أفضل”، لإطلاق مشروع “إتحاديون” للفدرالية.

وحضر المؤتمر، حشد من فاعليات سياسية وإعمالية، إذ حضر وفد من تكتل الجمهورية القوية، ووفد من تكتل لبنان القوي، بالإضافة إلى حضور عدد من رجال الأعمال وفعاليات اجتماعية.

ويتخلل المؤتمر كلمات لكل من مدير الاحتفال فادي شهوان، ورئيس تجمع اتحاديون مارون الحلو، والمحامي فؤاد الأسمر، وسيعرض الأستاذ إياد البستاني المشروع، كما سيلقي كل من رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون، ورئيس بلدية كوكبا إيلي أبو نقول، والأستاذ جورج جبور كلمات خلال المؤتمر.

افتتح المؤتمر أولاً بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم ألقى شهوان كلمته، وبعدها أشار الحلو إلى أنه “في زمن التحولات الكبرى التي نعيش، حيث مصائر الدول والقضايا الكبرى على طاولة البحث، وربما الحلول، يبدو لبنان متروكاً وسط شغور رئاسي وانهيار اقتصادي ونقدي، وتفكك مجتمعي وحرب أهلية باردة بين الطوائف، وباختصار لبنان اليوم يتحلل وينهار”.

وأضاف: “منذ العام 1977 طالبَ كميل شمعون بالفيدرالية لحماية لبنان، ويومها، سِيقَت ضدَه الإتهامات”.

وأردف: “عاد وكرر رؤيتَه للحل في مؤتمر لوزان، حيث كان لي شرفُ المشاركة إلى جانبِه، وقدَّم مع مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل مشروعَ لبنان جمهورية اتحادية وفيه شرحٌ مسهبٌ للبنان الفيدرالي”.

وقال: “اليوم، وبعد 40 سنة على مؤتمر لوزان، أقف بينكم، وانا من تتلمذت في الوطنية والسياسة على يد ذلك الرئيس الاستثنائي، لاكررَ ما طالب به الفيدرالية لحماية لبنان… وتنوعِ لبنان وفكرةِ لبنان التي نريد الدفاع عنها”.

واستطرد: “فاسمحوا لي اولاً، أن أوجهَ تحيةً إلى روحِ الرئيس المؤسس كميل نمر شمعون، وإلى حزب الوطنيين الأحرار الذي ناضلتُ طويلاً في صفوفه ولا تزال التقاطعات الوطنية والكثير من المبادئ والقيم تجمعُنا، وأبرزُها اليوم توافقَنا أن لا خلاصَ للبنان الاّ بنظام فيدرالي حديث ومتطور”.

وأكمل: “أيها السيدات والسادة، وصلنا في لبنان إلى مرحلةٍ من الانهيار ما عاد يَصُحُ معها الحلول الترقيعية، وفشِلت الدولة المركزية فشَلا ذريعاً في الحفاظِ على البلد ومؤسساتِه، تماماً كما فشِلت في حفظِ الاستقرارِ الاجتماعي والاقتصادي، وما الحرب الدائرة في الجنوب اليوم، الا نموذجاً عن فقدان الدولةِ لسلطتِها في أبسطِ بديهياتها: قرارُ الدخولِ في حرب”.

وتابع: “ولا أظن أنني أحتاجُ إلى شرحٍ مطوّلٍ للدلالة على فشَلِ النظام المركزي بعد ان تزعزعت اليوم كل القطاعات، من التعليم إلى الطبابة ومن المطبعة إلى السياحة، ومن المصارف إلى فرص العمل”.

ولفت إلى أن “تراكُمُ الأزماتِ والفَشَل بالمعالجات، واستمرارُ اللبنانيين بالتكاذب، جعلت لبنان الكبير يعيش اكثرَ من نصف أيامِه صراعات او حروب أو تعطيل”.

وواصل: “ودفع ذلك كل فريق إلى محاولة الاستقواء بالخارج على شريكه المفترض في الداخل تحقيقاً للغلبة واحتكاراً للسلطة، حتى اصبحنا أرضاً خصبة لشتى أنواع التدخلات، مرة ناصرية ومرة فلسطينية، مرّة اسرائيلية ومرّة سورية واليوم ايرانية”.

ورأى أن “وصل الأمر إلى فشلنا في انتخاب رئيس للجمهورية من دون تدخل وضغط خارجي مباشر وعلني”.

وقال: ألم يحن الوقت لوقفة ضمير نترفع فيها عن تناتش السلطة ومحاولات الغلبة والمكاسب الفئوية، ونراعي حقيقة المجتمع اللبناني المتنوع؟ ألم يحن الوقت لنتوافق كلبنانيين على مشروع يحترم الاختلافات والخصوصيات ويحفظ الحريات وتطلعات كل جماعة لنفسها ومصالحها وقيمها وأسلوب حياتها؟”.

وذكر: “نحن في اتحاديون، تلاقينا مجموعةٌ من الرجال والنساء على فكرة التمسك بلبنان وقررنا عدم مغادرتِه. يجمعنا هاجس أساسي، لا يمكن أن تبقى الأمور على حالها فتقودُنا إلى مزيدٍ من الإنهيار. لذا اجتمعنا حول الفيدرالية بعد نقاشات ودراسات مطوّلة. مشروعنا صناعة لبنانية مئة في المئة، لا فرض فيه ولا إكراه. ونحن نضعَه على طاولةِ النقاش الوطني الهادئ والهادف”.

وأفاد بأنه “لم ياتِ طرحُنا ارتجالياً. عند مراجعةِ تجربتين فيديراليتين في تاريخنا الحديث، أي تجربة القائم مقاميتين والمتصرفية، قبل قيام دولة لبنان الكبير، يتبين لنا ان تجربة الفيدرالية الجغرافية التي سميّت القائم مقاميتين بين 1843 و1860 كانت نتائجها كارثية وانتهت بحروب أهلية”.

واعتبر أن “تجربة المتصرفية التي كانت شكلاً من أشكالِ الفيدرالية العرقية – الجغرافية، من سنة 1864 حتى 1914، فقد شهدت اكثر 50 سنة من الإزدهار، حتى قيل يومها نيال يللي عندو مرقد عنزة بجبل لبنان”.

ورأى أن “مشروع الفيدرالية هو لمصلحة كل اللبنانيين، لا لفئة منهم كما يحاول البعض الترويج. هو مشروع يسمح لكل جماعة أو طائفة بالتعبير عن نفسها وثقافتها وأسلوب حياتها كما ترى ذلك مناسباً لها ومتوافقاً مع تطلعاتها. وبالتالي المطلوب أن نلتقي ونتحاور حول هذا النظام من دون مزايدات او عنتريات، من دون تسخيف أو شيطنة أو تخوين”.

وشدد على أن “نظامنا أثبت عُقمهُ بعد 104 سنوات على قيام لبنان الكبير. فلماذا لا نتوافق على نظام جديد يحترم الكيان اللبناني وكل مجموعاته وهواجسهم؟ فالفيدرالية تحرر العلاقات بين الطوائف من مخاوف التغييرات الديموغرافية. وهي تسمح لكل جماعة أن تعيش في بيئتها وفق خياراتها وقوانينها التي تنظم حياة أفرادها”.

واعتبر أن “الفيدرالية تخلق حالة تنافسية بين المناطق والبلديات فيتسابقون لتقديم الأفضل والأنسب ، خصوصاً أن المساءلة والمحاسبة في الإطار الفيدرالي أكثر مباشرة وفاعلية وتأثيراً”.

وأكد أن “اللبنانيين يتوقفون في النظام الفيدرالي عن الإحساس بالغبن وتبادل الاتهامات في من يدفع الضرائب ومن لا يفعل، من يلتزم بالمؤسسات ومن يستغلها، من يطبق القوانين عن قناعة ومن يعتبرها عقاباً لا تنسجم مع قناعاته. أي، يتم عملياً، فصل متطلبات المواطنين الحياتية اليومية عن الأزمات السياسية الكبرى التي تشل كل عمل انمائي مهما كان بديهياً”.

وأضاف: “الفيدرالية ليست تقسيماً ولا هي تمهيد للتقسيم، بل هي نقيضه تماما. اسمنا يختصر الفكرة اتحاديون، وللتذكير فإن الرئيس شمعون حرص شخصياً العام 1984 على تسمية المشروع لبنان جمهورية اتحادية منعاً لأي سوء فهم أو اجتهاد في تفسير كلمة الفيدرالية”.

واستطرد: “ففي نظام فيدرالي تبقى السلطة المركزية مسؤولة عن النقد والدفاع والعلاقات الخارجية، وهذه الأخيرة تفرض حكما حياد لبنان وابتعاده عن سياسة المحاور وانخراطه في صراعات اقليمية أو حتى دولية. لبنان الفيدرالي هو حكماً لبنان الذي يعتمد الحياد. هذا يجعلنا ننصرف جميعاً إلى الانكباب على العمل لإدارة البلد وتطويره وازدهاره ضمن إطار نظام يعمل ويسمح بالعمل. تعب اللبنانيون من الفشل والتراجع وتحلل الدولة ومؤسساتها وسط تخبط في الصلاحيات وضياع في المسؤوليات ومحاولات انعاش نظام تهاوى.صار ملحاً ادخال ديناميكية جديدة في الحياة العامة تبدأ من نظام يحمي التعددية اللبنانية ويسمح لكل مجموعة أن تعبّر عن نفسها وفق ما ترتأي من سرديتها التاريخية وصولا إلى تفاصيل يومياتها الصغيرة”.

وأردف: “نحن، من حملنا مشعل الحرية والديموقراطية والغنى في التنوع في هذا الشرق، لن نسمح بأن تنطفئ هذه الشعلة ويتوزع شبابنا على دول العالم لتحقيق أنفسهم وطموحاتهم واحلامهم، لأن البلد فشل في تطوير نظامه. فشكراً لجرأة حزب الوطنيين الأحرار ورئيسه كميل دوري شمعون الذي بادر وجاهر في تبني مشروع اتحاديون الفيدرالي. شكرا لكل مناضل وملتزم”.

وتابع: “سنبقى في اتحاديون نرفع الصوت من أجل ايجاد توافق وطني مطلوب لوضع الفيدرالية موضع التنفيذ، سواء من خلال طرحها في المجلس النيابي او من خلال حوار وطني او حتى استفتاء شعبي. سنبقى نصر على رفض القمع والتعطيل والاستقواء بالخارج او بالسلاح، ومن هنا، مع رفاق قدامى وجدد، نجدد ايماننا بلبنان، البلد الذي ذُكر بالانجيل 70 مرة، وكان قبلنا جميعاً وسيبقى من بعدنا… لبنان هذا لن يزول انما سنعيش لنشهد زوال نظام التعطيل فيه وقيام الجمهورية الثالثة، جمهورية فيدرالية”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: