“الوفاء إن حكى: سعيد عقل في قلبٍ، وجدانٍ وعقل”.. حفل تكريميّ في الـ”NDU” لسعيد عقل

ndu

أقامت مكتبات جامعة سيدة اللويزة حفلاً تكريميّاً للشاعر الكبير سعيد عقل تحت عنوان: “الوفاء إن حكى: سعيد عقل في قلبٍ، وجدانٍ وعقل. وذلك يوم الاثنين 14 نيسان 2025 في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، قاعة عصام فارس.

إستهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، أدّته جوقة جامعة سيدة اللويزة، ثم عرضٌ لأغنية عم بحلمك يا حلم يا لبنان، ل ماجدة الرومي من كلمات سعيد عقل.  حضر اللقاء كل من دولة الرئيس السابق الأستاذ إيلي الفرزلي، مع أهل البقاع وزحلة، الأستاذ فادي المصري  نقيب المحامين في بيروت، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ممثلاً بالعميد الركن بسام ساسين، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله ممثلاً بالعميد الركن شربل افرام، الشيخ سامي الجميّل، رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة ممثلاً  بالمحامي ميشال حكيّم رئيس إقليم كسروان، الأستاذ ميشال متى، رئيس المجلس العام الماروني، السيدة كريستين زعتر معلوف مدير عام مجلس النواب ، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الأستاذ روجيه هاني ممثلاً بالأستاذ كريستيان نصر، الأب  بطرس عازار ممثلا رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي جوزف بو رعد، الى جانب الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة، محاطاً بنوابه والهيئة الادارية والتعليمية في الجامعة، مديرة مكتبات جامعة سيدة اللويزة الدكتورة مارغريت عيد، الشخصيات الروحيّة، القضائية، الحقوقيّة، النقابية، المصرفيّة، الأكاديميّة، الثقافية، الأدبية، الفكرية، الفنيّة، البلديّة، الإختياريّة والإجتماعيّة.

قدّم الحفل الاستاذ ماجد بوهدير مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة الذي رحّب بالضيوف والحضور قائلاً: “نتحلّق جميعاً حول رفيقة رحلة الوفاء لسنوات نبض سعيد عقل على الأرض السيّدة ماري روز أميدي التي كانت من المفترض أن تكون حاضرة فيما بيننا، ولكن ظروفها الصحية حالت دون ذلك، مع الدعاء القلبيّ بالشفاء العاجل وهي تتمثّل من خلال عائلتها الكريمة.

وأضاف: “لماذا نلتقي اليوم حول سعيد عقل؟ ليس لأنّ جامعة سيّدة اللويزة هي المؤتمنة على إرثه الثقافي، الفكريّ، ومكتبته. وليس لأنّ ذكرى العشر سنوات لرحيله صادفت الخريف الماضي في غمرة ظروف أمنيّة غير مؤاتية، لكنّ السبب الأساس هو الوفاء، والأمانةُ، لرسالة جامعة سيّدة اللويزة التعليميّة التي تخوض غمارها إمتداداً لتوصيات مجمع اللويزة منذ قرون ثلاثة، أن الأجيال الشبابيّة يجب أن تعلم أنّ وطن الأرز لبنان، ومن خلال مئويّته، عمره من عمر سعيد عقل، ومن عمر شخصيات فذّة طبعت مسيرتَه، وساهمت بتعليق الأوسمة على صدره، وهي مخلّدة من خلال أنصاب تذكارية، في الباحة الرئيسية لهذه الجامعة، تقول لشبابنا، وزائرينا، هذا هو لبنان، غناه، عمقه، مداده، وتاريخُه المشرّف.

وأكمل بوهدير: “سهر جامعة سيّدة اللويزة على الأمانة، ينبع من رؤساء متعاقبين حملوا مشعل الفكر والثقافة، أخصّ بالذكر الرئيس الأسبق للجامعة الأب وليد موسى الذي ومع عزيزنا الأستاذ سهيل مطر أوقدوا هذا المشعل في العام 2013، خلال سنة مئوية سعيد عقل الذي عاصرها محفّزاً إيانا على خوض مشوارها في المحافل الأدبية، الثقافية، والأصرح الأكاديميّة. واليوم أبى رئيس الجامعة الأب الدكتور بشارة الخوري إلا أن يكون هذا اللقاء، في غمرة فتح الصفحات الجديدة من تاريخ هذا الوطن الذي ينشحن برجاء العودة إلى سعادة مرجوّة، محكّماً عقلاً، قراراً، وأكثر”.

وكانت لرئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري كلمة قال فيها: “الوفاءُ إِنْ حكى، قالَ الكثيرَ، فكيفَ إذا حكى في جامعةِ سيّدة اللويزة، وما عساهُ يقولُ في رَجُلٍ كانَ هُنا مُضيئاً منذ عشرِ سنوات؟

في الحقيقةِ، ما قيلَ في سعيد عقل حيّاً وبعد الرّحيلِ، لمْ يُقَل إلّا في قِلّةٍ من العمالقةِ، فهو مادّةٌ غنيَّةٌ ودَسِمَةٌ للكتّابِ والنقّادِ والمفكّرينَ والطلبة، فشموليَّتُه تفتَحُ شهيّةَ الأقلامِ وتُلْهِبُ وَتُلْهِمُ في آنٍ. واستِثْنائيَّتُهُ تُثيرُ غَيْرَةَ عُشّاقِ الكلمةِ المختلفةِ النابعةِ من فكرٍ فريدٍ”.

وتابع الأب الخوري:”سعيد عقل يدعونا إلى ثورة فكر، وعودة إلى الحلم، واسترجاع “لبنان الرسالة”، لا “لبنان السوق والمزرعة”.

بَعْدَ خمسينَ عاماً على رؤيَتِكَ تِلك، ها هو لبنانَ الذي غَرِقَ في النارِ، يستَعِدُّ لِيتَكَلَّلَ بالغارِ. كَمْ كُنْتَ رؤيَوِيّاً استباقيّاً، استَحْضَرْتَ المُستقْبلَ إليكَ وكَشَفتَ أسرارَهُ وَحَذَّرْتَ ونَبَّهْتَ واستَنْهَضْتَ الهِمَمَ لَكِنْ لِسوء حظِّ لبنانَ أنَّ مَنْ خاطَبْتَهُم في ذاكَ الزمانِ، كانوا إلى أشباهِ الرّجالِ أقربَ، وما اعتادوا مِثْلَكَ سُكْنى القِمَمْ، بل أرادوكَ مِثْلَهُم مِنَ الزواحِفِ. فالوَطَنُ اليومَ بحاجةٍ إليكَ وإلى أمثالِكَ ونحنُ أيضاً بحاجةٍ إليكَ. ثقافَتُنا ولُغَتُنا وقوْمِيَّتُنا اللبنانيّةُ بحاجةٍ إليك، لاسيما تلك اللغة التي رُفضت حينها وأصبحت اليوم لغة التواصل الاجتماعي التي يعتمدها شبابنا”.

وختم الأب الرئيس: “أنتَ يا حارِسَ اللغةِ، يا مَنْ شَكَّلْتَ جزءاً مُهِمّاً من هويَّتِنا اللبنانيّةِ، وارتَفَعْتَ في فَخْرِكَ ومَجْدِكَ وعِزَّتِكَ عاموداً سابعاً في هياكِلِ بعلبَكَ. إجْتَمَعْنا في هذا اليومِ لِنُلْقِيَ التحيّةَ والسلامَ على روحِ سعيد عقل الساكِنةِ في كلِّ مكانٍ من هذِهِ الجامعة، وَلِنُخْبِرَكُم ونُخْبِرَهُ أنَّ إرْثَهُ الأدبيّ والفكريّ الذي إئْتُمِنّا عليهٍ حَيٌّ هُنا، وسيخرُجُ من عتمةِ الخزائنِ لِيكونَ شرارةَ المنحى الثقافي بل النَهْضةِ الثقافيّةِ التي تُخَطِّطُ جامعتُنا لإطلاقِها على مساحةِ الوطنِ. فجامِعتُنا، ومنذ اليومِ، تتبنّى مشروعاً يَهْدِفُ إلى خَلْقِ توازُنٍ فيما بين العِلْمِ والثقافة، وإذا كانتِ الشهاداتُ التي تصدِرُها الجامعةُ هي التي تُحدِّدُ المستوى العلميّ لحامِلِها، فإنّنا لَنْ نتأخَّر في تصميمِ ما يُشْبِهُ الشهادةَ التي تؤشِّرُ إلى نوعيَّةِ وَحَجْمِ وعُمْقِ وَبُعْدِ المستوى الثقافيِّ لحامِلِها. نَعَمْ، جامِعَتُنا سَتَذْهَبُ بعيداً في العِلمِ والمعرفةِ والثقافةِ مُنطَلِقةً من كلّ إرثٍ ثمينٍ كإرثِ سعيد عقل”.

بعد كلمة الاب الخوري، كانت كلمة للسيدة ماري روز أميدي ألقاها بإسمها شقيقها السيد غارابيت أميدي قائلاً: ” أحمل إليكم، رسالة محبة صادقة من شقيقتي ماري روز، التي حالت ظروفها الصحية دون الحضور، فحضرت معنا قلباً وروحاً، تنقل إليكم تقديرها الكبير وامتنانها لهذه الجامعة العريقة، جامعة سيدة اللويزة، التي تكنّ لها كل الاحترام”.

وأكمل السيد غارابيت كلامه:” جامعة العقل والعراقة، هذا الصّرح الذي أحبّه الشاعر الكبير سعيد عقل، فأخلص له، وأحبّته الجامعة بدورها، فاحتضنت فكره وأدبه، وبادلته التكريم بالتكريم، والعرفان بالإبداع. وما أجمل أن تبقى العلاقة بين المفكر والمؤسسة الأكاديمية علاقة تكامل وتقدير، كما شهدناها بين سعيد عقل وهذه الجامعة التي كانت له منبرًا، ولبنانًا مصغّرًا يحتضن الحرف والهوية”.

ليختم أميدي:” إنَّه لشرف كبير أن أكون اليوم بينكم، ناقلًا هذا الشعور العميق بالعرفان والاحترام، ومجدّدًا التقدير لجامعةٍ ساهمت ولا تزال في صوغ الوعي الثقافي والفكري في لبنان”.

وبدوره كانت لنائب رئيس مجلس النواب السابق الأستاذ إيلي الفرزلي مداخلة قال فيها: ” السيّد المسيح كان هو الباب الذي دخلتُ منه إلى معرفة الله، والنور الذي أضاء لي دروب الإيمان. أما الانسان الذي عرّفني إلى يسوع، وأيقظ فيّ هذا الوعي الروحي، كان سعيد عقل، الذي لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان نبيًّا بالكلمة، ورسولًا للفكر والجمال.

وتابع: “ذاك هو لبنان الذي تحدّث عنه سعيد عقل: لبنان الحرّ، المستقلّ، المنغرس في الروح، والمتّصل بالسماوات. لبنان الذي لا تُرسم حدوده بخطوط سياسية، بل تُرسم بعبق الأرز، وبركة الأرض المقدّسة. وهل من دليلٍ أعمق من أنّ لبنان ورد في الكتاب المقدّس 72 مرّة؟ ذُكر باسمه، بحضوره، برمزيته الروحية، وبدوره كأرضٍ نادرة نضرة تجمع بين الجمال والقداسة.

وختم دولة الرئيس الفرزلي كلمته: “هذا الوطن لا بدّ أن يزدهر، لأن رسالته تتجاوز الجغرافيا لتلامس جوهر الإيمان. فإذا كان السيّد المسيح قد زار هذا الوطن، فعلينا أن نحفظه، لا فقط بحدوده، بل برسالته، وهويّته، وعمقه الروحيّ والحضاري. ذلك هو الإيمان الذي علّمني إيّاه سعيد عقل، إيمانٌ بوطنٍ يليق بأن يكون وطنًا للنور، للحق وللحياة”.

وخلال التكريم، عُرض وثائقي عن الشاعر سعيد عقل تخلله شهادة لرفيقة دربه السيدة ماري روز أميدي، كما أدّت السيدة كارلا رميا ترنيمة أعطنا ربي من كلمات سعيد عقل، وفي السياق نفسه قدّم الراقص التعبيري المحترف بيار حعجع رقصة تعبيرية مستوحاة من قصيدة للشاعر سعيد عقل، قرأها الشاعر نزار فرنسيس.

وفي ختام حفل التكريم، أنشدت جوقة جامعة سيدة اللويزة نشيد الجامعة من كلمات الشاعر سعيد عقل.

بعدها، قدّم الأب الخوري الهدايا التذكارية: بركة بابويّة للسيدة ماري روز أميدي أميدي، مجموعة كتب سعيد عقل للشاعر نزار فرنسيس، كتاب مريم في لبنان ل كارلا رميا، وكتاب اليوم اليوم لسعيد عقل، للفنان بيار جعجع.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: