من يراقب نتائج إنتخابات المندوبين والفروع في نقابة المهندسين يلاحظ جلياً أن لوائح المجتمع المدني سيطرت وبشكل كبير على هذه المقاعد، الاّ أنه وقبل التسليم بهذه الحقيقة لا بد من لفت النظر الى أمر معين ظهر جلياً في جولة على الأسماء الفائزة في هذه الإنتخابات، حيث تبيّن أنها تنتمي كلها الى فريق سياسي واحد، وهو الحزب الشيوعي، الذي سعى بشكل واضح الى الإنضواء تحت إسم الثورة لإعادة إحياء هذا الحزب، بعد أن بات على مشارف الإحتضار وفي المراحل الأخيرة، قبل الموت لبنانياً بعد أن أثر فكر الحزب وعقيدته منذ سنوات طوال في العالم.
وعلى مسافة أيام قليلة لإنتخاب نقيب جديد للمهندسين، لا بد من أخذ هذا الموضوع بعين الإعتبار، لا سيما على الساحة المسيحية. فعلى الرغم من النقمة الشعبية الكبيرة على أحزاب السلطة الاّ أن هذا الأمر لا يعني على الإطلاق الإنجرار وراء أحزاب لم تعد قابلة للحياة. فلتكن وجهتنا في الإنتخابات النقابية “تغييرية” حتماً، ولتبقى النقمة قائمة لا محال، ولكن فلنختر الوجوه التغييرية الصحيحة، ولنعي خطورة المرحلة والحاجة الى رجال مستقلين فعلياً قادرين على النهوض بهذه المهنة أسوة بغيرها من المهن، ومنها إنهاض الوطن من كبوته.
