الى نواب التغيير: العين عليكم.. لا تحبِطوا الناس بأدائكم البرلماني

IMG-20220601-WA0008

هفوات عدة سجلت على أجهزة رصد المواقف السياسية، وخطايا صغرى لا يبرّرها الكلام عن انعدام الخبرة البرلمانية، فالنواب التغييريون الجدد يُفترض بأنهم "نتاج حراك مجتمعي" بدأ منذ أكثر من عقد من الزمن.حتى الناس التي خذلتها المواقف المعلنة لا تزال تراهن على وجود زلات لسان وليس على انكشاف المستور، لأنها لا تحتمل المزيد من خيبات الأمل لا سيما إذا تعلق الأمر بطوق النجاة الأخير.يُجمع المحللّون والمتابعون أن "الحالة العامة" كان لها الفضل بوصول ١٣ نائباً الى الندوة البرلمانية حيث مُنحوا لقب "النواب التغييريين"، لكن التساؤل الذي يُطرح اليوم، وهو تساؤل مشروع، هل أن هؤلاء يمثلون حقاً نهجاً تغييرياً أم أنهم مجرد أتباع لنهج إصلاحي يريد تقويم إعوجاج المنظومة من داخلها مندون الإنقلاب عليها؟والأهم هل يتنبّه النواب الجدد أنهم جزء من حالة عامة ومن ائتلافات أنتجت فوزهم أم أن نشوة الوصول أفقدتهم الوفاء للحلقات الأوسع على حساب الحلقة الضيقة المحيطة والتي غالباً ما لا تعطي النصائح الصائبة؟وهل يتنبّه نواب التغيير الى ضرورة وضع استراتيجيات المواجهة لكل الاستحقاقات المرتقبة والمتوقعة؟ ولماذا يتم تظهير حالات من التخبّط التي تؤدي الى إحباط الناس التي أولتهم الثقة؟النواب التغييريون يجب أن يمتلكوا "رحابة الصدر" لتقبّل كل انتقاد يهدف الى الإرتقاء بمستوى الأداء البرلماني، فمن غير المسموح للسيدة النائبة نجاة صليبا عون أن تطلق صفة "المدرسة" على رمز من رموز السلطة، ومن غير المقبول أن يحتفل مارك ضو بنجاحه مع ماكينة حزبية، ولا يستقيم أن يبقى النائب النقيب ملحم خلف في دائرة الشبهات المتزايدة حول علاقة الصداقة والودّ التي تجمعه برئيس مجلس النواب ما يطرح تساؤلات حول رؤيته التغييرية، ولا يُعقل أن يحصر النائب الدكتور ياسين ياسين نشاطه بتوجهات خاصة، وألا يعمل على الخروج من منطقة البقاع،كما من غير الجائز لبولا يعقوبيان التي تمتلك الخبرة في العمل البرلماني الإنزعاج لأنها باتت جزءاً من فريق عليه أن ينسق المواقف مسبقاً وبمحبة، ولا بد من أن يتنبّه النائب فراس حمدان الى أنه استفاد من دعم الجميع فلا تحتكره مجموعة أو فريق صغير من أبناء منطقته، وبات لزاماً خروجه من تحت عباءة نقيبه السابق لاثبات نفسه وعلى الدكتورة حليمة قعقور أن تتنبّه الى أنها اليوم باتت نائبةً في البرلمان ولم تعد استاذة في الجامعة، ما يوجب عليها الإعلان عن مواقفها بوضوح أكبر لا سيما حين يتعلق الأمر بأحزاب المنظومة، أما النائب وضاح الصادق فعليه أن يقلل من انفعاله الدائم ويقارب العمل البرلماني بشكل مختلف عن مقاربته لإدارة شركاته التجارية.مطلوب من كل النواب الجدد تغيير الطريقة والمنهجية في أداء العمل البرلماني من أجل تقديم نموذج جديد من شأنه شقّ الطريق لاكتساب ثقة أكبر من المجتمع اللبناني، وهذا يحصل حين يتم الإلتزام بالمشاريع التي وضعوها كوعود إنتخابية.الناس لا تريد أن يفقد النواب الجدد تمّيزهم الشخصي، ولا أن يصبحوا نسخاً مستنسخة عن بعضهم البعض، لكن من حق الناس المطالبة بضرورة البناء على القواسم المشتركة التي جمعتهم، والتي طلبوا ثقة الناس على أساسها، وأن يلتزموا مبادئ إنتفاضة ١٧ تشرين وأن ينفتحوا جماعياً على المناطق اللبنانية كافة، من دون إغفال ضرورة رفضهم المطلق لأي حديث عن صندوق سيادي يهدف الى التفريط بأملاك الدولة وإعطاء براءة ذمّة للمنظومة الحاكمة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: