منذ فجر التاريخ، أدَّت مهنة التمريض دوراً محورياً في رعاية المرضى وتقديم الدعم النفسي للمجتمع، ولكن لم تحظَ هذه المهنة بالتقدير والاعتراف الكافيَين إلا في العصر الحديث. إذ اتخذ المجلس الدولي للممرضات في عام 1974 قراراً باختيار يوم 12 أيار للاحتفال باليوم العالمي للتمريض، وجاء هذا الاختيار تقديراً لجهود “فلورنس نايتنجيل” التي كرَّست حياتها لرعاية المرضى وتحسين ظروفهم الصحية. فلقد ساهمَت “نايتنجيل” بشكل كبير في تأسيس التمريض الحديث من خلال إصلاح المستشفيات وتحسين نظم الرعاية الصحية.
منذ ذلك الوقت، يُحتفل بيوم التمريض العالمي في الثاني عشر من شهر أيار من كل عام، ويُعد فرصة ذهبية للتعريف بالإسهامات القيمة للممرضات والممرضين في تقديم الرعاية الصحية والاحتفال بعملهم الجاد وتفانيهم والتزامهم بتحسين صحة الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وشعار يوم التمريض العالمي لعام2024 هو: “الممرضون والممرضات معاً: قوة من أجل الصحة العالمية”.
فالتمريض مهنة من مهن الرعاية الصحية التي تركز على رعاية الأفراد والأسر والمجتمعات لتعزيز صحتهم والحفاظ عليها. ويتمثل دور الممرض في تقديم رعاية تتمحور حول المريض، والتي تشمل تقييم وتخطيط وتنفيذ تدخلات الرعاية الصحية.
ويُمكن تعريف التمريض أيضاً بأنه تقديم خدمة بشكل مباشر لإنسان يعاني من مشكلة صحيّة مُعيّنة للارتقاء بحالته الصحية ومساعدته على استعادته، ويركّز على جميع الجوانب الجسدية والعقلية والروحية. إذ تتّخذ مهنة التمريض جانبان أحدهما فنيّ والآخر معنوي.
وتكمن أهمية التمريض بأنه أحد أكبر مهن الرعاية الصحية ويلعب دورًا حاسمًا في تقديم الخدمات الصحية، حيث يعمل الممرضون في مجموعة متنوعة من الأماكن، بما في ذلك المستشفيات والعيادات ودور رعاية المسنين والمدارس والمراكز الصحية المجتمعية… وتعتمد واجبات أخصائي التمريض على البيئة التي يعملون فيها.
تشمل مزايا ممارسة مهنة التمريض فرصًا متنوعة في مكان العمل، والقدرة على تكوين روابط ذات مغزى مع المرضى وإمكانية النمو الشخصي والمهني.
ومع ذلك، من المهم الاعتراف بالتحديات التي قد يواجهها الممرض، مثل التأثر العاطفي، والحاجة إلى التعلم المستمر، والقدرة على التكيف مع بيئات الرعاية الصحية الديناميكية.
وعلى الممرض الناجح أن يمتلك سمات إنسانية كالتعاطف والتواصل الفعال والقدرة على التكيف والتفكير النقدي والمرونة.
بشكل عام، الممرض مسؤول عن إعطاء الأدوية، ومراقبة وتثقيف المرضى وعائلاتهم، والتعاون مع متخصصي الرعاية الصحية الآخرين لتطوير خطط الرعاية.
ويرتبط التمريض ارتباطًا وثيقًا بالطب وتخصصات الرعاية الصحية الأخرى، حيث يعمل الممرضون بشكل وثيق مع الأطباء والمعالجين وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية لتقديم رعاية شاملة للمرضى.
عن طريق اختيار التمريض كمهنة، الأفراد لديهم الفرصة لإحداث فرق كبير في حياة الآخرين والمساهمة في النهوض بمجال الرعاية الصحية من خلال تفانيهم والتزامهم يساهمون في رفاهية الأفراد والعائلات والمجتمعات.
وتتّصف مهنة التمريض بأنها مهنة إنسانية، وهي عبارة عن فنٍّ وعلم ينتهجه الممرّض لتقديم الخدمات العلاجيّة للمجتمع للحفاظ على صحة الفرد وبقائه سليماً. كما يهدف التمريض إلى مراقبة الحالة الصحية للمريض خلال رقوده على سرير الشفاء والحدّ من المضاعفات التي قد ترافق المرض وإلى الوقاية من الإصابة بمرض ما أو مدّ يد العون لتشخيص مرض مُعيّن وعلاجه والوقاية منه.
في ظلِّ جائحة كورونا، وقف الممرضون و الممرضات في الصفوف الأمامية لمحاربة الفيروس، مُقدِّمين أرواحهم ورعايتهم للمرضى، ولقد أثبتوا للعالم أجمع أنَّهم أبطال حقيقيون يستحقون كلَّ التقدير والاحترام.
في هذا اليوم تٌرسل مشاعر الاحترام والتقدير لكل الممرضين الذين يقدمون جهوداً استثنائية لدعم ومساندة المرضى، ممن حملوا أوجاعهم على أكفهم ونذروا أنفسهم لتضميد الجراح والآلام بالبسمة، ويعملون بإخلاص في خدمة الصحة والإنسانية.