بعد مرور 21 عاماً على توّلي بشار الأسد رئاسة سوريا، على أثر وفاة والده في العام 2000، الذي حكم سوريا على مدى عقود بعد إنقلاب حزب البعث على الحكم حينها، في أوائل السبعينات، يعود اليوم مشهد الولاء بالدم والبصمة وكل الوسائل “الديموقراطية” لتقول للأسد “لبيك أيها المنقذ”، الذي يترشح هذا العام تحت شعار “الأمل بالعمل”.
اليوم يتقاطر النازحون السوريون المشتَّتون في دول العالم الى سفارات بلادهم للتصويت للأسد، مع “نفحة ديموقراطية” تجسدّت بترشيح شخصين لهذا المنصب، في مشهد مسرحي ستُسدل الستارة عنه في 26 أيار الجاري، مع إنتخاب الأسد في سوريا، في ثاني إنتخابات تجرى خلال سنوات الحرب السورية التي إندلعت في العام 2011.
الى ذلك، بدأت معالم الولاء المطلق للرئيس السوري تبرز بقوة في لبنان منذ ساعات الصباح الأولى، بحيث تكثر وفود النازحين في الباصات من كل المناطق اللبنانية لتعيدنا الى المشهد عينه في أيار من العام 2014، حين أُقفل السير في كل المناطق المؤدية الى اليرزة حيث السفارة السورية، واليوم ُسُجّلت زحمة سير خانقة على أوتوستراد جونية وصولاً الى نهر الكلب، على وقع حصول إشكالات وتحطيم سيارات وسقوط جرحى، كل هذا سببه الإقتراع في اليوم “الديموقراطي الكبير” لعودة الأسد من جديد الى الحكم.
في الإطار القانوني، ووفقاً للمادة 88 من الدستور السوري، الرئيس لا يمكن أن يُنتخب لأكثر من ولايتين، كل منها من سبع سنوات، لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي، إلا إعتبارا من إنتخابات 2014، كما يجب على الراغبين بالترشح أن يكونوا قد أقاموا في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية، ما يغلق الباب أمام إحتمال ترشّح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، ويحتاج المرشح تأييد 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب الذي يسيطر عليه حزب البعث الحاكم، فضلاً عن تحديد المادة 105 من الدستور السوري لعام 2014 من قانون الإنتخابات العامة بأنّ التصويت يتم بموجب جواز السفر السوري الرسمي، ويشترط أن يكون عليه ختم الخروج الرسمي من أي منفذ حدودي سوري!!!
كل هذه الشروط تطرح أسئلة ستبقى بالتأكيد من دون أجوبة، حول مدى تواجد الأسس القانونية في هذه الإنتخابات الصوَرية التي يصفها المعارضون السوريون بالمسرحية الهزلية…
