انا خوفي ع ولادي..

WhatsApp-Image-2023-10-18-at-2.23.56-PM

منذ انتشار خبر استهداف المستشفى المعمداني في غزة، والعيون شاخصة الى تلك الشاشة الصغيرة، لمعرفة ماذا يجري ومتابعة الاحداث لحظة بلحظة. قد تخال نفسك امام فيلم مرعب، او مشهد خيالي وانت ترى اشلاء اطفال منتشرة في كل حدب وصوب، وصوت والد يقول "لحوي ابني بالكيس"، وام ثكلى تقول "تركتو عم يتحسن رجعت ما لقيتو وما لقيت الحكيم ولا المستشفى"، وتنتظر نهاية المشهد الا ان الفيلم مستمر. وفجأة تخرج عيناك من اطار الصورة، الى ايقونة معلقة على الحائط: "دخيلك يا عدرا ما تجربينا بولادنا".
قد يكون من اصعب المواقف على الانسان ان يخسر فلذة كبده، هذا الكأس الذي لم يرحم اي منزل في لبنان، بات اليوم يهددنا مع كل طلقة صاروخ، تطلق من الجنوب باتجاه الشمال الاسرائيلي ، وبات مشهد الرعب يمر امامنا مع كل تصريح بالويل والثبور وعظائم الامور، لنصرخ بعدها: "دخيلك يا عدرا ما تجربينا"
لا شك ان حماس واسرائيل يتحملان سويا، وبشكل متساو مسؤولية سفك الاف من دماء الاشخاص التي سالت في ١٢ يوما على ارض غزة، الا ان هذا الكأس يمكن ان نتجنبه في ارضنا، فاولادنا لن يكونوا محرقة لقضية ليست قضيتنا، وارضاً ليست ارضنا ومعركة لا تطالنا.
يوم طلب منا الدفاع عن ارضنا لبينا ودافعنا واستشهدنا، اما اليوم فاولادنا اغلى من اي قضية واكبر من اي ارض غير ارضنا، واي انغماس في حرب ليس لنا فيها دخل هو اجرام ودمنا برقبة ذاك المجرم الذي اتخذ القرار. ومن يريد ان يضحي باولاده فليذهب بعيدا عنا فارضنا ليست مكسر عصا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: