قبل الغوص والاستنتاج الايجابي او السلبي لزيارة رئيس الحكومة السابق الشيخ سعد الدين رفيق الحريري وما رافقها من أحكام مسبقة ولاحقة وتوقعات منها الايجابي والسلبي لا بد من محاولة شرح و”تشريح” تفصيلي للأيام التي قضاها الشيخ سعد في عودته المحدودة الأجل والتي يعتبرها الأكثر تفاؤلا “بروفا العودة” السياسية النهائية المعلّقة “حاليا”… ولأن الموضوعية غالبا ما تستدعي أكبر منسوب من الصراحة والوضوح والتوضيح، ولأن قراءة أي حدث وتحليل أي حديث ولو كان مختصرا او مقتضبا غالبا ما تقتضيان مصداقية وصدقية للقارىء والمحلل ولأن صديقَكَ هو من صَدَقكَ لا من صدَّقَكَ ؛سنحاول القيام بجولة على بعض النقاط-المفاتيح والتي من شأنها أن تفتح الأبواب المقفلة وتعبّد العودة عن قرار “اعتزال العمل السياسي” او قد “تُحكِم” إقفال ابواب العودة النهائية إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولاً.
لقد مُهِّد اعلاميا وسياسيا للزيارة “السنوية” من قبل المحيطين ب”بيت الوسط” وحتى من الممانعين وكأن 14 شباط سيكون منعطفا تاريخيا سياسيا شعبيا تغييريا كبيرا وحاسما بالنسبة للسنّة ولتيار المستقبل والحريرية وسعد الحريري ليتبيّن مع انتهاء الزيارة ان التوقعات كانت اكبر بكثير من الوقائع.
-“نقطة-مفتاح” وردت على لسان العائد المؤقت انه سيبقى الى جانب جمهوره “أينما كان” وهذا ما علّق العودة من اول تصريح له مكتوب محضّر سلفا.
-نقطة-مفتاح تكشفت من خلال ما ذكره عن انه يشكل الخط الوسطي المعتدل البديل عن التطرف في لبنان والمنطقة…و”اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل الى التطرف، ساعتها انا بتدخل” وهذا ما روّجت له صحيفة الأخبار بعنوان:”مع الإعتدال لا مع “ابو عبيدة” وكأن الحريري اراد من خلال هذه النقطة مع اضافة اطلالته عبر “العربية” السعودية فتح الباب امام عودته عبر الترويج اميركيا وخليجيا كبديل عن حماس بشكل خاص والتطرف السني الاسلامي بشكل عام.
عن الانتخابات الرئاسية النقطة-المفتاح تمثلت ب”الحفاوة” التي حظي بها المرشح الصديق الذي “أحبه واحافظ على صداقته” سليمان فرنجية استكملت بما نقله تلفزيون الجديد عن لقاء الحريري مع وفد “القوات اللبنانية” اذ سرّبت ان”الرئيس الحريري دعا القوات خلال لقائه وفد الجمهورية القوية الى انتخاب رئيس بغض النظر على الاسم او الانتماء السياسي لأن الفراغ قاتل ويُفقد المسيحيين مواقعَهم السياسية”
التسوية-النقطة-المفتاح…يقول الحريري “لو بقيت في العمل السياسي كنت سأكون مضطرا لأفاوض من جديد وأقوم بالتسويات وأتحملها أنا وحدي، وفي النهاية تقع علي كل المسؤولية”…الا انه قال في موقع آخر “ان تجربة تسوية 2016 كانت فاشلة، ولكن هذا لا يعني ان كل التجارب فاشلة”…وهذا الكلام قد يشي بعدم ممانعته وامتناعه عن خوض تسوية جديدة ما في ظل تقارب سعودي ايراني “قد يفيد المنطقة” وفي ظل ودّ وتفاهم واضح مع الرئيس نبيه بري حليف حزب الله وتحت حجة حريرية بربط نزاع جديد مع حزب الله “يجنبنا الحرب الأهلية”.
النقطة -المفتاح في العلاقة مع حزب الله:يقول الحريري:”هناك احزاب لديها تواصل مع ايران، لكن هذا لا يعني ان ليس لدى حزب الله هامش للعمل في الداخل اللبناني”…وتبنى سعد الحريري في موضوع اغتيال والده منطوق حكم المحكمة الدولية الخاصة في لبنان بتحميل “عناصر في حزب الله” مسؤولية الاغتيال دون ادانة الحزب او قيادته …وكأن مجموعة عياش-بدر الدين نفذت الاغتيال دون أمرة قيادتهم.وهذا ما أملاه نظام المحكمة ولم يُملَ على أولياء دم الرئيس الحريري…مع العلم ان قيادة الحزب اعتبرت المتهمين المدانين “قديسين مطوّبين” وان سعد الحريري نفسه ادان قيادة الحزب دون ان يريد او يدري عندما قال انه لم يُقبض على المدانين المذكورين “كي لا تقع حرب أهلية”.
كثيرة هي المؤشرات الواضحة او الداعية للشرح والتوضيح ونترك للأيام او الأسابيع والشهور القادمة اجلاء ما اكتنفها من ريبة او غموض …وصدق النائب وضاح الصادق بتخوّفه: “ان كانت عودة سعد الحريري مرهونة بانضمامه إلى السلطة الحاليّة، فالأفضل ألّا يعود”…في حين ان يسما أرملة الشهيد باسل فليحان “ما زالت تنتظر الرد على طلبها مقابلة الشيخ سعد الحريري هي وأولادها منذ العام 2011” على ما غرّدت معاتبة في 11 شباط 2024