صفقة يتيمة، لا أب لها ولا أم، شغلت الأوساط السياسية والرأي العام وأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، ونصّت على المقايضة ما بين التحقيقات الجارية بهذه الجريمة، مقابل الإطاحة باقتراع المغتربين، وسقطت في عين التينة، سقوطاً مدوياً وانتشرت شظاياها باتجاه كل المرجعيات المعنية بنسجها تحت غطاء من الحرب الكلامية والتصعيد السياسي غير المسبوق، بغية تمريرها بأفضل الظروف ومن خلال التحرك على حافة الهاوية، وذلك من قبل كل المنخرطين فيه ومن دون أي استثناء.
لا يختلف إثنان على أن ما حصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة المعطّلة نجيب ميقاتي، في لقائهما الأخير في عين التينة، كان نقاشاً عاصفاً بكل تفاصيله الصغيرة كما الكبيرة، ولكن تفسير مسبّباته الموجبة، يختلف ما بين فريقي الرئيسين، حيث اكتفى الرئيس ميقاتي، بإصدار بيانٍ مقتضب نفى فيه كل التأويلات والتحليلات والروايات حول ما حصل وبأنه ينوي الإستقالة، علماً أنه كان قد أعلن من السراي الحكومي سابقاً، بأنه يرفض الدعوة إلى جلسة للحكومة، من دون توافق بين الوزراء.
في المقابل فإن الرئيس بري والذي استبق لقاء الرئيس ميقاتي، بتوقّع “السير نحو الأسوأ، إن لم يتمّ التحرك سريعاً”، فيما تحدثت مصادر سياسية مواكبة عن أن الرئيس ميقاتي، كان يسعى إلى تصريف الدعم الدولي وبشكلٍ خاص لحكومته في الإطار الداخلي ، وعبر اللعب على التوازنات السياسية والطائفية القائمة ، وبالتالي استغلال مناخ الدعم الخارجي للبنان، لتعزيز نفوذه وفرض أولوياته، مستفيداً من الغطاء الذي توفّره المواقف والبيانات الدولية اليومية، والتي تعلن دعمها للحكومة، وتدعو بالتالي إلى استعادة نشاطها مهددة بعقوبات قاسية على “المعرقلين”.
وتؤكد هذه المصادر أن “الجرّة انكسرت” والساعات المقبلة حاسمة على أكثر من صعيد نيابي وحكومي كما على مستوى تحديد مصير الإستحقاق الإنتخابي النيابي، ما يوحي بعملية خلط أوراق واسعة النطاق بين حلفاء الأمس وخصوم اليوم.
