ايران – لبنان : بين ازربيجان وزيارة عبد اللهيان

ايران – لبنان : بين ازربيجان وزيارة عبد اللهيان

كتب جورج أبو صعب

في وقت يزداد الخناق الجيو سياسي على ايران من نافذة الشمال بفعل الوضع الازري المتفجر – وتعاني طهران من ضغوط دولية لارغامها على العودة الى طاولة فيينا النووية – وتتضاعف المناورات العسكرية التي ترسم معالم التحالفات الإقليمية – الدولية الجديدة -يأتينا وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان – كوزير لدولة عظمى يدلي بموتقف كاذبة يدحضها الواقع الميداني لإيران في المنطقة .
أولا : عندما يقول ان ايران تكن احتراما كاملا لسيادة لبنان – يتفوه بأول كذبة لم تعد تنطلي على احد حتى حلفاء الجمهورية الإسلامية في لبنان . فطهران اثبتت وتثبت كل يوم وحتى في خلال زيارات موفديها ووزرائها وشخصياتها الرفيعة المستوى – بيع الإيرانيين اللبنانيين كلاما فارغا يخالف حقيقة الأرض والسياسة الإيرانية المبنية في المنطقة على ضرب الهيكليات الدولاتية للدول العربية والتعاطي معها من خلال وكلائها الإقليميين كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وحماس والجهاد في غزة – وتغليب مصالح وكلائها وتمكينهم من السيطرة على مصائر الشعوب التي يحتلوها بالواسطة – ويكفينا كدليل اخر تصريح القائد العسكري الإيراني بان لبلاده 6 جيوش خارج حدودها تعمل لصالحها – كي نفهم حقيقة كذب النظام الإيراني بانه يحترم سيادة الدول ومنها لبنان .
لا بل يحترم السيادة التي يقدمها له وكلائه في المنطقة والتي تأتي على حساب سيادة الدول والشعوب والحكومات وتتقدمها جميعها في نظر طهران .
ثانيا : منذ متى كان لبنان شقيقا لإيران وقد كانت العلاقات على مر التاريخ علاقات صداقة لم ترقى الى مستوى الاخوة – وما استعمال الوزير الإيراني عبارة لبنان الشقيق الا من باب التساوي مع الاشقاء العرب الذي تربط لبنان بهم علاقات تاريخية منذ نشأته .
فهذا الكلام بقدر ما هو استفزازي بقدر ما هو كاذب – ومختلق لمنافسة الاخوة العربية للبنان ومحاولة خبيثة لوضع ايران في نفس مستوى اشقاء لبنان العرب وعلاقاتهم به التاريخية .
فان كان لإيران في لبنان اشقاء لا بل اتباع وتابعين - فهم بالتأكيد اتباع وجمهور محور المقاولة والمماتعة - فقط لا كل لبنان ولا كل اللبنانيين .
ثالثا : بابداء امله في ان يكون في المستقبل اتفاقيات بروتوكولية بين لبنان والجمهورية الإسلامية إقرار ضمني وغير مباشر من الوزير الإيراني بان علاقات طهران مع بيروت لا تزال دون هذا المستوى البروتوكولي وبدون علاقات بين دولة ودولة – نظرا لانحسار العلاقة بين طهران وحزب الله فقط من الجهة اللبنانية ولعدم اعتراف طهران بالدولة اللبنانية وسيادتها الحصرية وكونها الجهة الوحيدة الواجب التخاطب معها دون أي فريق او مكون لبناني منفردا .
رابعا : باصرار الوزير الإيراني على الحديث عن حصار أميركي للبنان – قمة الوقاحة والسذاجة في ان اذ لا حصار أميركي على لبنان بل حصار فرضه حزب الله والسلطة الموالية له والتي أدت الى عزلة لبنان عن محيطه والعالم لا اكثر ولا اقل .
فالحصار يستهدف ايران فقط وهو إقليمي ودولي ( الكلام الذي ينفي تصاريح اتباع ومطبلوا ايران واقلام ووسائل اعلام موالية للجمهورية الإسلامية والذين يتبجحون بان طهران كسرت الحصار عليها) ولا يستهدف لبنان : فلتأخذ ايران حزب الله معها وتزرعه على طول الجبهة الشمالية مع ازربدجيان وشرقا مع باكستان وأفغانستان – ولبنان يكون بالف خير ولا احد يحاصره .

ايران في وضع جيو سياسي صعب وخطير : فالتحديات بدات تطرق أبوابها شمالا مع تصاعد التوتر بين طهران وباكو – وقطع خط التجارة الإيرانية مع أوروبا من خلال تحويل ممرات كانت امنة لطهران عبر الأراضي الأرمنية باتجاه الداخل الازري ما يثير حفيظة الإيرانيين – وتضارب المصالح المتشابكة في القوقاز بين روسيا وتركيا وأرمينيا وجورجيا وجمهورية ( دول الستانات : أوزبكستان – كازاخستان – تركمنستان – طاجكستان – كيرغيزستان ) – وتصاعد التهديد التركماني للعرق الفارسي – والتهديد السني للشيعة الفرس – والصراع بين شيعة ازربيجان الليبراليين التركمانيين العلمانيين وشيعة النموذج الديني الفارسي لولاية الفقيه - فضلا عن التهديد الشرقي مع باكستان وأفغانستان – وتعثر مفاوضات فيينا النووية بفعل التعنت الإيراني وإعادة وضع إسرائيل خطط الخيارات العسكرية على الطاولة مع الاميركيين – وارتفاع منسوب احتمال اندلاع مواجهة عسكرية إيرانية – ازربدجانية تمهد لها طهران بادعاء وجود إسرائيلي استراتيجي في ازربيجان يهدد امنها الحدودي لتعزيز التحشيد الداخلي ومحاولة صرف الأنظار عن خطورة تفكك ايران مع بروز نزعة انفصالية لاكثر من 25 مليون ازري شمالي ايران عن الجمهورية الإسلامية – كلها عوامل تدفعنا للقول بان طهران مقبلة على مرحلة تشدد إقليمي ستسعى من خلال اوراقها لنقل التهديدات بالانفجار الداخلي لديها والتأزم الجيو سياسي على حدودها الى خارج منطقتها أي من خلال تحريك عملائها الإقليميين في المنطقة العربية ومنهم حزب الله في لبنان – والتشدد اكثر في القبضة الحديدية على مواقع ومفاصل السلطة في لبنان .

في 8/10/2021

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: