مع اقتراب استئناف مفاوضات ترسيم الحدود التي كانت قد توقفت منذ حوالي سبعة أشهر، تكثر التساؤلات حول كيفية استكمالها خصوصاً وأن "مساحة" الخلاف بُعيد عرض الطرفين للخرائط قد ازداد، وشكل ذلك أحد أسباب توقف المفاوضات. إلا أنه ومع وصول الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والإحتلال الإسرائيلي آموس هوكشتاين إلى بيروت نهار الثلاثاء، عاد "القلق" فيما إذا ما كان الطرف اللبناني سيقبل بطرح هوكشتاين لجهة المفاوضات بين خط رقم ١ وخط رقم ٢٣ ، وهو ما تحدث عنه الخبير الدولي في قطاع الطاقة رودي بارودي في حديث لموقع LebTalks، معتبراً أن هذا الطرح لم يتغيّر أبدا منذ ١٠ سنوات "، وبحسب القوانين الدولية والتي لا تأخذ بعين الاعتبار الصخور التي تريد إسرائيل تفعيلها كجُزُر، على اكثر من 74-76 % من المساحة المختلف عليها والتي هي 874 كلم٢، وبالتالي فإن لبنان مجبر على توحيد الصفوف والٱراء والمواقف حول هذا الموضوع، إذ "إننا نخسر الكثير من الوقت والجهد فيما يمكننا أن نستفيد من هذا الملف إقتصاديًا الى أبعد الحدود".
وعن هذه الإستفادة يوضح بارودي بأن "إسرائيل وقبرص اللذين باشرا مع لبنان منذ عام ٢٠٠١ مسح offshore بواسطة 2D و3D، استكشفوا واستفادوا من ثرواتهم، إلا أن لبنان لا يزال حتى اليوم بعد ٢١ عاما يمر بأزمات ويتخبّط بقراراته لأسباب سياسية لا تنفع بشيء، إلا بزيادة هذه الأزمات وخسارة المزيد من الوقت".
وفي الإطار ذاته، يعتبر بارودي أن قبول الطرف اللبناني بالدخول بالخط رقم ١ أو الخط رقم ٢٣ هو قرار سهل "لأن الجيش اللبناني قد قام بعمل جبار من حيث المفاوضات والعمل في هذا الملف، ومن المفيد جداً إعادة تسليم هذا الملف الى الجيش اللبناني لكي يستكمل المفاوضات، والأهم هو وقف الضغط السياسي عليه لكي يستطيع إستكمال هذا الملف بنجاح مما سيعطي لبنان إستفادة إقتصادية كبيرة بإمكانها إنتشاله والمواطنين من هذا الإنهيار والحرمان الذي يعيشون فيه اليوم".
إذا، لا شيء معقّد في ملف الترسيم والحل فقط في وقت "شد الحبال" السياسي في هذا الملف، والبدء بخطة إصلاحات بإمكانها أن تكون استكمالاً جدّياً لما يمكن للبنان إستخراجه بعد الإنتهاء من المفاوضات وبدء المسح. فهل سيخرج "الشيطان" السياسي من قلب المفاوضات ويستفيد لبنان من الخيرات قبل فوات الأوان؟
