قرأت مصادر سياسية مراقبة ما بين سطور المواقف الصادرة عن رؤساء الكتل النيابية الذين اجتمعوا بالأمس بالموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وجود توجه فرنسي جديد يحمل دلالات واضحة على عملية إعادة تموضع فرنسية جديدة في لبنان وتقضي بتغيير المنحى الذي سلكته في السابق عندما أيدت خيار الممانعة في الإستحقاق الرئاسي من جهة ودعت قوى المعارضة إلى الحوار مع الثنائي الشيعي تحت سقف هذا الخيار فقط من جهة أخرى.
ووفق المصادر فإن لودريان في المقابل، كان واضحاً في حديثه أمام المعارضة كما أمام القوى التي تدور في فلك “حزب الله”، حيث أكد على وجوب السير في خيار رئاسي توافقي والإبتعاد عن الفرض في هذا المجال، وذلك في رسالة مباشرة إلى الفريق الممانع .
وعليه، فإن زيارة لودريان الثانية اختلفت بشكل كبير عن زيارته الأولى، كون باريس تراجعت عن مقاربتها السابقة للملف اللبناني عموماً وليس فقط الملف الرئاسي، وحاولت التموضع في موقع الحكم بين الأطراف اللبنانية وإن كانت ما زالت بعيدة عن استرجاع دورها التاريخي في لبنان عندما كانت “الأم الحنون” للمسيحيين على حد قول المصادر السياسية المراقبة.
