✒️كتبت صونيا رزق
لم يكن ينقص تأزم الملف الحكومي ووصوله الى حائط مسدود، سوى حجة ” اتت شحمة على فطيرة “، إستعان بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهي العقوبات الاميركية عليه، التي جعلته يفرض شروطه التعجيزية وما اكثرها، على المعضلة الاكبر اي التشكيلة الحكومية المنتظرة على نار حامية من قبل الشعب اللبناني، الذي يحتضر على جميع الاصعدة، بفضل حكامه النائمين في سبات عميق لن يستفيقوا منه، على الرغم من النداءات الدولية التي توجّه لهم،ّ بأن بلدهم ينهار ويكاد يختفي عن الخارطة من دون ان يرّف لهم جفن…
الى ذلك ظنّ البعض وخصوصاً الرئيس المكلف سعد الحريري، بأن العقوبات على رئيس ” التيار” ستجعله يفقد القدرة على تعطيل الحكومة، ولن يكون أمامه سوى التنازل، فيما على ارض الواقع فالعقوبات عقّدت الازمة اكثر، لان باسيل يسير وفق المثل الشائع:” عليّ وعلى اعدائي”، لان شروطه التعجيزية تتفاقم، فإلى جانب الحقائب الدسمة التي يتمسّك بها، من الداخلية الى الطاقة والدفاع، والتدّخل في تسمية كل الوزراء، بات شرط الثلث المعطل التعجيزي البند الاول الذي يطالب به مع حلفائه، مما يعني انّ التشكيلة عادت الى نقطة الصفر، لذا اتى الموقف الناري للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا حول العقوبات، ليحمل في طياته تهديداً لرئيس التيار الوطني الحر، انه في حال إستمر بعرقلة التشكيلة فسوف يطاله المزيد من العقوبات، مع ضغوط على بعض النواب في تكتله النيابي، إضافة الى حملة سياسية على مسؤولين وكوادر في “التيار” ، وذلك على أثر تلقيّ السفيرة الاميركية معلومات بأنّ باسيل ذكر امام مقرّبين منه، بأنّ حصته يريدها كاملة ولن يتراجع عن موقفه، حتى ولو هدّد الرئيس الحريري بالاعتذار، وهذا يعني لا حكومة ولا مساعدات مالية، بل إنهيار كامل يدفع ثمنه الشعب اللبناني وحده…