باسيل بين "صفعة" "الحزب" وخزعبلات "الطاشناق"

WhatsApp Image 2022-12-05 at 6.40.14 PM

شكّل تأمين وزير الصناعة الارمني جورج بوشيكيان النصاب للجلسة التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في 5/12/2022 صدمة لـ"التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب جبران باسيل بعدما إتكلوا على تأكيدات امين عام حزب "الطشناق" النائب هاغوب بقرادونيان بإلتزام بوشيكيان مقاطعة الجلسة وهو الذي كان من ضمن مجموعة الوزراء التسعة الذين صدر بيان بإسمهم رافضاً لدعوة ميقاتي. لكن "الصفعة" الأساسية لباسيل أتت من "حزب الله" حليفه الاول الذي أمّن بدوره النصاب للجلسة عبر وزيريه.

سيناريوهات ثلاثة إفتراضية تمّ التداول بها بشأن تصرف "الطاشناق":
1- أن تكون مشاركة بوشيكيان في جلسة الحكومة ورفض بقرادونيان لها من باب توزيع الأدوار بين الرجلين.
2- أن يكون بوشيكيان قام بخطوته على خلفية حسابات شخصية وزحلية لأن أولوية بقائه في الحياة النيابية مرتبطة بـ"حزب الله" الذي ساهم بإيصاله الى ساحة النجمة. إذ حصد بوشيكيان في الانتخابات النيابية الاخيرة 2568 صوتاً فيما كان الحاصل 13241 صوتاً، ولولا فائض الاصوات لدى "الحزب" لكان بوشيكيان رسب كما عام 2018 حين خاض الانتخابات على لائحة "الكتلة الشعبية". كما ان الحضور العوني "هزيل" ولا يمكن ان يسعفه في الانتخابات المقبلة ليعوّل عليه ويبدّيه على "حزب الله"، إذ إن النائب سليم عون حصد 5554 صوتاً فقط.
3- أن يكون هناك تباين داخل "الطشناق".

إلا ان اكثر من مصدر أرمني وزحلي رجّح صحة الفرضية الاولى إذ إن بوشيكيان - الوزير الأرمني الاول الذي يختاره "الطاشناق" من زحلة ومن خارج بيروت والمتن – على علاقة شخصية وثيقة مع بقرادونيان ولا يمكن أن يطعن به. كما إن بامكان "الطاشناق" تبرير عدم أخذ اي اجراء تأديبي بحقه كونه غير منتسب ولا يملك بطاقة حزبية، مع ترجيح ألا يكون هذا العذر مقنعاً للعونيين.

أما الفرضية الثانية فساقطة وفق هذه المصادر، لأن الامر مرتبط بأي مرشح لـ"الطاشناق" وليس فقط بوشيكيان. إذ إن بإمكان "حزب الله" الاستغناء عن الحزب الارمني وخير دليل إيصاله عام 2018 المرشح ادي ديمرجيان بـ77 صوتاً فقط.

كذلك، الفرضية الثالثة غير واردة، لأن بقرادونيان امين عام الحزب منذ سنوات وممسك بتفاصيل الحياة الحزبية والسياسية ولا بوادر اجنحة في العلن.

كما أن احد المصادر عاد الى توزيع التحالفات في الانتخابات النيابية عام 2022 ليشير الى ان العلاقة ظرفية ومصلحية بينهما، مؤكداً ان التحجج بطبيعة القانون للقول ان عدم ترشّح بقرادونيان على لائحة "التيار" كان لمصلحة الطرفين سقط مع فرز صناديق الاقتراع، مضيفاً: "في انتخابات 2022 كان الحاصل 11643 صوتاً ولائحة "معا اقوى" نالت 15997 صوتاً. كانت حصة بقرادونيان 4973 صوتاً وحصة النائب ميشال الياس المر 8607 صوتاً، أي ان "الطاشناق" امّن الحاصل لفوز المر الذي تموضع الى جانب تيار "المردة" وأكسب كتلة سليمان فرنجية نائباً فيما لو ترشح بقرادونيان مع العونيين ضمن لائحة "المتن اقوى" لكان فاز بقرادونيان الى جانب النائبين ابراهيم كنعان والياس بو صعب ورسب المر فخسر فرنجية نائباً مسيحياً وهو "يستجدي" توسيع كتلته.

المصدر إعتبر ان مصلحة "التيار" و"حزب الله" الضنين على تأمين أكبر كتلة ممكنة له ومصلحة "الطاشناق" وفق تموضع قوى "8 آذار" في بيروت والمتن وزحلة أفضت الى إنضمام الحزب الارمني الى التكتل العوني. لكنّه شدّد على أن "الطاشناق" "وديعة" في هذا التكتل وبرضى باسيل الذي يحتاج اليه للقول انه يمتلك تكتلاً نيابياً يفوق حجم تكتل "القوات اللبنانية" النيابي وأن الحديث عن هامش للتمايز كما جرى خلال تسمية "الطاشناق" لميقاتي والسير عكس "التيار" سقط اليوم بـ"الوجه الشرعي" لمفهوم ودور اي تكتل نيابي.

كذلك، رأى المصدر ان ما أسماه "خزعبلات" "الطاشناق" والتحجج بالقرار الشخصي لبوشيكيان "لن تنطلي على "التيار"" كما أن الاخير يدرك جيداً انه تلقى صفعة من "حزب الله" الذي امّن بوزيريه النصاب للجلسة والغطاء السياسي لخطوة ميقاتي".

في الخلاصة، يبدو حتى اللحظة ان هذه الصفعة "الصفراء" ليست بضربة قاضية للعلاقة مع "البرتقالي" بل رسالة إمتعاض من تخطي "التيار" هامش الاختلاف عبر إتهامه "حزب الله" بتغطية الفساد وعرقلة مسيرته في "الاصلاح والتغيير" ومحاولة زرع الشقاق بين الثنائي الشيعي. فالمصلحة المشتركة للطرفين ما زالت قائمة، أكان من قبل "الحزب" الذي لا يريد أن يخسر الغطاء المسيحي العوني لمشروعه وسلاحه أو أكان من قبل باسيل الذي يدرك جيداً ان "الحزب" وحده القادر ان يحاول تعبيد الطريق أمام طموحه بالوصول الى بعبدا في ظل خلاف باسيل مع كافة الافرقاء السياسيين أكان في قوى "8 أذار" أو بطبيعة الحال في قوى "المعارضة" من "قوات" و"إشتراكي" و"كتائب" ومستقلين وتغييريين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: