بقلم عماد حداد
شنّ مستشار رئاسي سابق هجوماً حاداً ولاذعاً ضد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وذلك خلال لقاء بعيد عن الأضواء ضم شخصيات سياسية وإعلامية ودينية مسيحية هدفت إلى درس حركة باسيل والرئيس السابق ميشال عون نحو بكركي والتمترس خلف راعيها بهدف التنصّل مما جناه التيار قبل وخلال عهد الرئيس عون والأعراف التي ثبّتها للدويلة في مواجهة الدولة متخلياً خلال أكثر من خمسة عشر عاماً بعد تفاهم مار مخايل على أسس جني المكاسب السياسية الفئوية لمصلحة التيار من دون إقامة أي اعتبار للمصلحة الوطنية التي يتحمل العهد والتيار مسؤولية انهيارها وتدنيسها قبل وأكثر من أي طرف آخر.
وتابع المستشار السابق بأنه لا أسوأ من الفكر الشمولي لحزب الله إلا الفكر الإلغائي للتيار العوني منذ تبوء العماد عون رئاسة الحكومة العسكرية وحتى وصوله إلى رئاسة الجمهورية، وسأل، هل يدرك جبران باسيل أهمية اتفاق معراب، وبمعزل عن انتخاب الرئيس ميشال عون، ولكن هل قرأ الآثار الإيجابية لهذا الإتفاق في الشارع المسيحي الذي يتباكى عليه باسيل اليوم، فكيف سمح لنفسه بأن يفرّط بشبه إجماع مسيحي بلغ ٨٥% مع تأييد كنسي لاتفاق أعاد المسيحيين إلى الدولة فيما عارضته قلة قليلة هي نفسها التي عارضت خلافهما، وبدل أن يحافظ باسيل على هذا الإتفاق برموش العين ومنح القوات أكثر من مضمون الإتفاق الجانبي حفاظاً على وحدة المسيحيين وحقوقهم ودورهم، شن حرب إلغاء ضد القوات فكيف يمكن لعاقل أو جاهل أن يقتنع بحوار جديد مع باسيل، مهما كانت رغبات البعض نبيلة في هذا السياق.
ويضيف المستشار السابق وقائع أخرى على ما أسماه “الغباء السياسي” الذي يهيمن على النهج العوني الإلغائي الذي انتقل من القوات إلى فرنجية والرئيس نبيه بري ودولة الرئيس السابق سعد الحريري والوزير السابق وليد جنبلاط واعتماد أسلوب تركيب الملفات في وجه كل من يختلف معه في السياسة على طريقة المافيات، ويختم المستشار، بأنه لهذه الأسباب وقبل الغوص في ملفات الفساد والفشل التي رافقت “الحكم العوني” وانطلاقاً من إيماننا المسيحي، فإن توبة التيار بحاجة إلى اعتراف قبلها وتلاوة فعل الندامة قبل المغفرة، وإلا فلا جدوى من أي حوار مع التيار كما مع غيره من قوى الممانعة التي عليها فك أسر رئاسة الجمهورية وعقد جلسات متتالية حتى يخرج الدخان الأبيض من ساحة النجمة.