عبّر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن قلقه من احتمال عودة"السين – سين"، في إشارة إلى تقارب سعودي – سوري، معتبراً أن ذلك قد يفتح الباب أمام "مرحلة تلزيم جديدة للبنان إلى سوريا". وأشار إلى أنه نقل هذا الهواجس مباشرة إلى الموفد السعودي، يزيد بن فرحان، خلال لقائهما الأخير، مؤكداً أنه طالب بأن لا تمر العلاقة مع لبنان عبر دمشق.
وحذر باسيل من تداعيات الوضع في سوريا على الداخل اللبناني، قائلاً: "أنا خائف على كل اللبنانيين مما يحصل هناك، وليس فقط على المسيحيين"، لافتاً إلى الأجواء المتوترة في لبنان بعد أحداث السويداء الأخيرة. كما استعاد ما جرى عام 2014 عندما "احتلت داعش جزءاً من الأراضي اللبنانية وقتلت عناصر من الجيش"، معبّراً عن خشيته من تكرار هذا السيناريو.
في الملف الأمني، شدد باسيل على ضرورة طمأنة "حزب الله" بأن كل اللبنانيين في موقع دعم له، وسحب كل الذرائع لتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني. وذكّر بأن الاتفاق بين الحزب والتيار جاء عقب انتهاء التحالف الرباعي.
وفي ما خص تشكيل الحكومة، اعتبر باسيل أن وزراء حزب "القوات اللبنانية" فُرضوا فرضاً على التشكيلة، مؤكداً أن التيار رفض الدخول في حكومة وفق هذه المعايير. وقال: "أعطينا الحكومة مهلة ستة أشهر قبل اتخاذ موقف المعارضة، لكننا نراهم اليوم يتقاسمون الحصص، بينما نحن أبعدنا أنفسنا لأننا لم نرضَ بما قَبِل به الآخرون".
ورأى باسيل أن تصريحات رئيس الجمهورية جوزاف عون "موزونة"، لكنه انتقد الالتزامات السابقة التي اعتُمدت لإيصاله إلى سدّة الرئاسة، قائلاً: "نعلم جميعاً كيف تم انتخابه خلال أسبوعين لتنفيذ أجندة محددة، واليوم يواجه سؤالاً محورياً: هل أريد حرباً داخلية؟".
واعتبر رئيس التيار أن "مرحلة شراء الوقت انتهت"، وأنه كان من المفترض بدء حوار جدي مع "حزب الله" منذ البداية، مشدداً على أن رئيس الجمهورية لا يتحمل وحده مسؤولية ذلك. أضاف: "لا أحد من الداخل قام بإضعاف حزب الله".
وختم باسيل بالإشارة إلى مطالب طرحها خلال زيارته السابقة إلى قصر بعبدا، خصوصاً ضرورة المعالجة السريعة لملف النازحين السوريين، ثم لاحقاً ملف اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً أن تطرّق الرئيس إلى هذه المسألة "يعكس وعياً لمفهوم الدولة".