باسيل يستنسخ خطاب "القوات"

13 1 2024

لوحظ في الآونة الأخيرة أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يستنسخ الخطاب القواتي في محاولة منه لوقف النزيف "العوني" في الشارع المسيحي والذي أدّى إلى انكفاء الحضور العوني عن الإستحقاقات الشعبية المتمثلة بالإنتخابات الطالبية والنقابية مقابل تواجد قواتي يتراوح بين الإكتساح والإنتشار الواسع للقوات في الشارع المسيحي.

مصدر مراقب أكّد هذه النظرية التي يسعى من خلالها باسيل الى التعويض عن الخسائر التي مني بها التيار خلال عهد الرئيس ميشال عون وخاصة بعد ثورة "١٧ تشرين" التي حمّلت باسيل بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن ولي نعمته السياسية مسؤولية تدهور الأوضاع بعد تولّي التيار الوطني الحر حصة الأسد في السلطة وإقدامه على "تطهير" التيار من بعض المتمردين على قيادته فيما ينتظر الظرف المناسب لتطيير البعض الآخر.

وفي هذا الإطار التنافسي بحسب المصدر نفسه اختار باسيل الدكتور ناجي حايك نائباً له وهو معروف بمواقفه الحادة وذلك لخلق توازن هش بين مواقف التيار الكلامية والمواقف السياسية التي تتبدّل وفقاً للظروف وطبيعة العلاقة مع حليفه اللدود حزب الله الذي يقنّن الدعم له من ضمن الدعم الذي يقدّمه لحلفائه الآخرين وليس على حسابهم كما جرت العادة وهذا ما أدى إلى امتعاض الحلفاء الذين جاهروا بعتبهم على العلن.

ويتابع المصدر الإعلامي بأن استنساخ خطاب القوات لم يثمر كما يشتهي باسيل، فالمبادئ التي تطلقها القوات سبق أن دفعت ثمنها عزلاً وسجناً واضطهاداً وعودة إلى الحياة السياسية بالمبادئ نفسها، فيما يعتمد باسيل تلك المبادئ وكأنها من اختراعه ويتهم القوات بما ارتكبته يداه من ممارسات أدّت إلى ضرب رئاسة الجمهورية وكافة المراكز المسيحية في السلطة التي لا تدور في فلكه ومارس الجشع في توظيف المحاسيب وغالباً على حساب الكفاءة على عكس القوات التي قدّمت نموذجاً رائداً بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء في الفترة القصيرة التي شاركت فيها في السلطة فيما شهدت الوزارات والإدارات التي شغلها التيار كمّاً هائلاً من الفشل والفساد والشبهات والتغطية على الجرائم ومنها تفجير مرفأ بيروت وما زاد طين التيار بلّة هي العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على باسيل بتهمة الفساد بحسب قانون ماغنتسكي.

ويختم المصدر بالقول إن باسيل يمارس المراهقة السياسية والنكد في التعاطي مع سائر الأفرقاء، فيما يعتمد الإبتزاز مع حليفه حزب الله وقد يكون استنساخ خطاب القوات يهدف منه "زكزكة" حزب الله، ولكن القواعد الشعبية التي يسعى باسيل لاستقطابها تميل تلقائياً للأصيل في مبادئه وليس للوكيل المتقلّب الذي حظي بفرصته وفشل في الإمتحان، حيث يكرّم المرء أو يهان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: