تحت عنوان واحد كان وما زال يُشغل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل منذ فترة طويلة، هو" عدم التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون"، تحرّك باسيل ضمن جولة على الافرقاء السياسيين، بهدف "التضامن مع غزة ومنع إنجرار لبنان نحو الحرب" كما صرّح، لكن ملف رفض التمديد للعماد عون كان في طليعة اللائحة، الامر الذي ادى الى البحث عن الخصوم في هذا التوقيت بالذات، وقبل فوات الآوان، لإنهاء القطيعة مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، المرشح الدائم الى الرئاسة والخصم الاكبر لباسيل بسبب هذا الطموح، فكانت زيارة الى بنشعي ُغسلت خلالها القلوب وأنهت الفراق، ليصبح التوافق على الامور بين الرجلين بنسبة 99 في المئة كما قال فرنجية، لانّ " مصيبة " التمديد لعون جمعت الخصمين اللدودين.
كما جرت" صلحة" بين الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس " التيار"، اطلقها الاول الى العلن خلال المقابلة المتلفزة قبل يومين، معلناً انه الى جانب باسيل برفض التمديد لقائد الجيش، وهنا بدأت الإشارات الايجابية بالظهور حول قواسم مشتركة، انهت العلاقة السلبية التي كانت سائدة بين الطرفين، اما المفاجآة الكبرى فكانت مصالحة باسيل لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على الرغم من الخلافات والتناحرات بينهما، على مدى مسافة طويلة من الزمن، لم تترك للصلح مطرحاً الا اليوم، لان لبنان على مفترق طرق، وفق ما قال باسيل وبرّر انفتاحه هذا على ميقاتي، اما "ضربة المعلم" فنفّذت بذكاء وبتوقيت جاء في محله، لينطلق نحو بنشعي وكليمنصو!
