"بالذكرى الاولى لسقوط نظام الطاغوت".. ابو صعب: سوريا امام تحديات ضخمة بحاجة لحلول

geaorges-abou-saab--r8oy46efqqiamdaf1u5gs03989hd8m4kl51jx8dp28

كتب الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبوصعب عبر منصة "إكس": "حلت الذكرى الاولى لسقوط نظام بشار الاسد في سوريا وسط موجات احتفالية فرحة وأخرى حذرة ولو غير مؤيدة للاسد .

الرئيس احمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا وقد اكتسب مشروعية شعبية بموازاة مشروعية اقليمية ودولية واضحة".

وأشار الى أن "تمكن الرئيس الشرع في وقت قياسي من اعادة سوريا الى الساحة الاقليمية دولة تنهض من حرب اهلية مدمرة تحتاج الى برامج اعادة بناء في كافة المجالات . فاستوعب الشرع ان الطريق الوحيد هو الانفتاح على المنطقة والغرب والولايات المتحدة الاميركية فخاض غمار التجربة وركب قطار موازين القوى بحزم".

وتابع قائلاً: "لكن وعلى الرغم من كل ذلك فان سوريا اليوم امام عدة تحديات جيو سياسية واقتصادية استراتيجية ذاك ان ادارة الرئيس دونالد ترامب لا تعطي بالمجان ولا تضمن بالمجان فواشنطن وبعد سقوط الاسد واجهت ولا تزال تواجد اقتصادي ضخم روسي صيني ايراني في سوريا خلفه النظام المخلوع وتسعى بالشراكة".

أضاف: "مع دولة خليجية الى انشاء شركات استثمارية ضخمة تضم تركيا الى جانبهما وتلك الدولة الخليجية قطر التي أسست مع الشركات الاميركية كارتلات استثمارية ضخمة لطرد الصينيين والروس والايرانيين .

الرئيس الشرع فتح الباب واسعا امام تلك الاستثمارات الاميركية الخليجية وفي الوقت ذاته يعلم ان ثمة".

وأكد أن "ملفين اساسيين لا يزالان ينتظرانه اميركيا تحديداً: الاول مسألة موقف دمشق من الاقليات السورية خاصة وان ثمة ٨٠ مليون بروتستانت في الولايات المتحدة يشكلون القاعدة العريضة للرئيس ترامب يهتمون بالأقليات المسيحية في سوريا والرئيس ترامب بحاجة لاصواتهم في الانتخابات البرلمانية الجزئية".

وأفاد بأن "العام المقبل ما سيحمل ادارة ترامب على انتزاع ضمانات لا بل اكثر من ضمانات على انتزاع مبادرات ملموسة من الرئيس الشرع بهذا الشأن .

وعلى ضفة اخرى امام الرئيس الشرع ملف السلام مع اسرائيل وهو ملف حامي  وعاجل يتوقف عليه الى حد كبير استمرار واشنطن في دعم الشرع . فواشنطن التي لا تعطي".

وقال إن "مجانا تستمر في دعم الرئيس الشرع طالما كان يأمن لها مصالحها في سوريا فان توقف تأمين المصالح او ضعف عندها لا مشكلة في اسقاط السرع والاتيان بغيره .

من هذا المنطلق ينظر الى سوريا الجديدة بالعين الحذرة فيما المملكة العربية السعودية والاكراد ودولة قطر يستمرون في دعم وتشجيع الشرع وحكمه".

وأوضح أن"وواشنطن تعلم علم اليقين ان الشرع وحكمه يمكنه المساعدة في ابعاد ثلاثة : البعد الايراني في سوريا والبعد الايراني في لبنان وامكانية الانضمام لتحالف ضارب لحزب الله من شرق الحدود فضلا عن البعد الجيو سياسي الاقليمي نظرا لفرادة واهمية موقع سوريا في المنطقة والخريطة الجيو سياسية".

ولفت الى أن "المطلوب من الرئيس الشرع وفضلا عن الاقليات والسلام تقديمه صيغة حكم مستقبلي لسوريا يبعد شبحين : شبح إمساك المتطرفين بالسلطة بعد الشرع وشبح نشؤ حرب اهلية جديدة في سوريا بين ازلام السلطة الجديدة التي يتفلت منهم متطرفين عقائديين لا يقوى الشرع لوحده الى الان في ضبطهم واقصائهم".

أضاف: "ناهيك عن المواجهات الكارثية مع الاقليات والمتطرفين ان لم يعالج وجودهم وقد تسللوا مع وحدات الشرع وعاثوا فسادا في الساحل والسويداء تحديات النهوض الداخلي بعد التدمير وخراب البنى التحتية والاقتصاد والاوضاع الاجتماعية حيث نجح الرئيس المخلوع في ضرب النسيج الاجتماعي السوري ضربا مدمرا".

وختم: "في الذكرى الاولى للمرحلة الانتقالية في سوريا نستذكر نقلة نوعية ضخمة بمثابة حلم اخرجت السوريين وسوريا من ظلمات دكتاتورية الطاغية بشار الاسد ووالده قبله  الى الفضاء الواسع حيث تنشق الحرية والامل بالمستقبل لكن لا يزال على الرئيس الشرع الكثير الكثير لفعله لنقل سوريا الى بر السلام".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: