يستمر تساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية في محافظة عكار، شمال لبنان، اليوم الخميس، اعتباراً من ارتفاع 900 متر وما فوق بسماكة تتزايد باستمرار وتراوح ما بين 30 سنتيمتراً و80 سنتيمتراً على التي تتعدى 1300 متر.
وأضفى الغطاء الثلجي جمالاً إضافياً على غابات عكار التي تكلّلت بالبياض بعد طول انتظار.
وأفاد رئيس مركز جرف الثلوج في جرد القيطع (أعالي عكار) خالد ديب بأن “جرافات وزارة الاشغال بالتعاون مع اتحاد بلديات المنطقة والبلديات، تواصل عملها منذ ساعات الصباح الأولى من أجل إبقاء الطرق مفتوحة”، ناصحاً السائقين بـ”تزويد سياراتهم سلاسل معدنية في ذروة العاصفة، وتوخي الحذر بفعل تكوّن طبقات الجليد”.
وأشار الى أن “طريق فنيدق – القموعة لا تزال مقطوعة والعمل جار لاعادة فتحها، في حين أن معظم الطرق الجبلية التي تربط عكار بالبقاع عبر الهرمل مقطوعة”.
من النتائج الأولية للعاصفة حتى الساعة بفعل الرياح القوية وسماكة الثلج، تعرض مشتل جمعية “درب عكار” في بلدة مشمش على ارتفاع 1000 متر، لأضرار إذ إن الرياح العاتية التي حطمت حديد الخيم والأغطية البلاستيكية.
وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بالمشتل، إلا أن معظم الشتول، ولاسيما منها الشتول النادرة والمهددة بالانقراض، نجت من العاصفة.
وأكّد القائمون على المشتل أن “العمل سيبدأ فور هدوء العاصفة، لإعادة ترميم الأضرار وتحسين المشتل ليعود أفضل مما كان”.
وتسلم فريق من الصليب الأحمر اللبناني أحد الأطفال المرضى الذي عزلت الثلوج منزل ذويه في فنيدق، بعد نقله بواسطة جرار زراعي، وقدم اليه إسعافات أولية قبل أن ينقله الى مستشفى الحبتور في بلدة حرار.
وفي إطار تعزيز الجهود الإنسانية والاستجابة العاجلة للحالات الطارئة، تقوم شرطة بلدية فنيدق بالتعاون مع لجنة الطوارئ في البلدة بتسيير دوريات باستمرار لتقديم المساعدة وخصوصاً في إخلاء الحالات المرضية الطارئة. وتأتي هذه المبادرة بهدف ضمان سرعة الوصول إلى المرضى ونقلهم إلى المستشفيات أو المراكز الطبية المناسبة، بالتنسيق الكامل مع فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر.
وشددت الجهات المعنية على “أهمية هذه الإجراءات في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلدة بسبب قطع الطرق جراء الثلوج المتراكمة”، مؤكدة أن “فرق الطوارئ تبقى في جهوزية تامة للتدخل الفوري عند الحاجة”.
ودعت البلدية المواطنين إلى “التعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ الفوري عن أي حالة طبية تستدعي تدخلاً عاجلاً”، مما يساهم في إنقاذ الأرواح وتعزيز الأمن الصحي.
كذلك حضّتهم على عدم التنقل إلا في الحالات الطارئة، وانتظار فتح كل الطرق.
