في مبادرة من النائب ستريدا جعجع، وبدعوة من لجنة جبران الوطنية، زار سعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد البخاري، متحف جبران في مدينة بشري، ضمن زيارة رسمية تعبّر عن عمق العلاقات الثقافية والأخوية بين المملكة ولبنان.
وكان في استقباله وزير الصناعة دجو عيسى الخوري، النائب ستريدا جعجع، النائب السابق جوزاف إسحق، رئيس لجنة جبران الوطنية فادي رحمة وعدد من أعضاء اللجنة، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رئيس بلدية بشري ونائب رئيس الاتحاد دجو كيروز، الرئيس السابق للجنة جبران الوطنية جوزيف فنيانوس، مسؤولة العلاقات العامة وعضو المجلس البلدي في بشري بولا يمين جعجع، ورئيس مركز بشري في حزب القوات اللبنانية رنيه النجار.
استُهلت الزيارة بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس لجنة جبران الوطنية فادي رحمة، أعرب فيها عن شكره لسعادة السفير على زيارته المتحف والمنطقة، معبّراً عن الأمل في أن تتيح له هذه المناسبة التعرّف عن قرب على فن جبران ومقتنيات المتحف، وعلى أهمية بشري – “موطن قلب جبران” – في كتاباته ورسوماته. كما أكد رحمة استعداد اللجنة للتعاون مع سفارة المملكة العربية السعودية والمساهمة في تنظيم نشاطات ثقافية في مدن المملكة تتيح لشعوبها الاطّلاع على إرث جبران الفني والفكري، أحد أبرز رموز الحوار الحضاري وتكامل الثقافات.
بعدها، قام السفير بجولة داخل أروقة المتحف، حيث قدّم مدير المتحف جوزيف جعجع شرحًا مفصلاً عن مراحل تأسيس هذا الصرح الثقافي، وما يضمه من لوحات ومقتنيات شخصية ومكتبة خاصة تعكس الإرث الإنساني والأدبي الكبير لجبران.
وألقت النائب ستريدا جعجع كلمة قالت فيها:
“سعادة السفير، يشرفنا حضوركم اليوم في منطقة بشري، هذه الأرض الطيبة التي تحتضن الأرز، رمز الوطن والدلالة على تجذّر أبنائه فيه، كما أنه في الوقت نفسه رمز السيادة والكرامة والصمود. وجودكم معنا اليوم هو أكثر من زيارة دبلوماسية عابرة، هو تأكيد على عمق العلاقة الأخوية التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، التي لطالما كانت سندًا للبنان في أحلك ظروفه وفي كافة المحن التي مرّ بها. إنها زيارة كريمة، طيبة، مشكورة ومقدّرة من ممثل مملكة عزيزة على قلوبنا جميعًا.
سلام من مدينة بشري، من أرز الرب، ومن وادي قنوبين – وادي النساك والقديسين والتاريخ المقاوم.
سلام من بقاعكفرا، بلدة القديس شربل – قديس لبنان والعالم.
سلام من القلب إلى المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، التي كانت وما زالت الداعمة الأساسية لبناء دولة حقيقية وجدية في لبنان، ولم تتوان يومًا عن تقديم الدعم الإنساني والوقوف الدائم إلى جانب الشعب اللبناني.
هنا يصحّ قول الفيلسوف جبران خليل جبران، ابن مدينتي: “إنكم تعطون قليلاً عندما تعطون من حطام ما تملكون، أما العطاء الحقيقي فهو أن يعطي الإنسان من نفسه.” وهذا فعلاً ما تقوم به المملكة تجاه لبنان.
وقد أكدتم، سعادة السفير، في مناسبات عديدة، حرص المملكة على استنهاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وعلى تعزيز وحدة اللبنانيين وسلامة أراضيهم، كما أكدتم دائماً دعم المملكة المطلق لمسيرة نهوض الدولة اللبنانية، التي بدأت ترتسم معالمها بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واعدة.
باسم الحكيم وبإسمي، أحيّيكم وأشكر لكم حضوركم، وأؤكد أن أهل بشري، كما كل اللبنانيين، لم يعرفوا في علاقاتهم مع أشقائهم في المملكة العربية السعودية سوى الوفاء والمودّة.”
من جهته، أعرب السفير وليد البخاري عن شكره للنائب ستريدا جعجع، النائب السابق جوزاف إسحق، رئيس لجنة جبران الوطنية فادي رحمة، رئيس الاتحاد إيلي مخلوف، وكل المشاركين على حفاوة الاستقبال. وقال:
“اسمحوا لي أن أعرب عن فرحي بهذا اللقاء المفعم بأدبيات المفكر جبران خليل جبران، وهو القائل: “لكم لبنانكم ولي لبناني.”
في هذه البلدة العريقة والأصيلة، بشري، التي تحتضن غابات الأرز الشامخة، وفي هذا الصرح الثقافي الفريد – متحف الأديب والمفكر الكبير – الذي استطاع أن يضع بصمة فريدة في الأدب العالمي وقدرته على التعبير عن آلام وآمال الإنسان بلغة شعرية رقيقة.
“لكم لبنانكم ولي لبناني” ليست عبارة مجردة من غابر التاريخ، بل هي دعوة مستمرة لإعادة بناء لبنان على أسس وطنية وإنسانية جامعة.
إن رؤية جبران الثاقبة لا تزال اليوم تلهم من يؤمن بمستقبل لبنان، تماماً كما حلم به جبران قبل قرن من الزمن: لبنان الإنسان والرسالة، لبنان العيش الواحد المشترك، ولبنان دولة السيادة والقانون.
إن ما قدّمه الأديب جبران خليل جبران للبنان والعالم من إبداع في الأدب والثقافة والفنون، ونحن اليوم شهود على ذلك في هذه الزيارة المتواضعة، يجعلنا نثق بتطلعات الشعب اللبناني الشقيق، لا سيما وأن في جذوع شجرة الأرز الواسعة الظلال قوة عظيمة في مواجهة التحديات، وفي أغصانها الخضراء صلابة سحرية تعبر كل المحن.
عشتم، وعاشت العلاقة السعودية – اللبنانية وافرة، واسعة الظلال.”
وفي ختام اللقاء، اتفق الحاضرون على متابعة التواصل ودرس سبل التعاون الممكنة بين لجنة جبران الوطنية وسفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان، بما يخدم الأهداف الثقافية المشتركة ويعزز الحضور الفكري اللبناني – السعودي على المستويين العربي والدولي


























