برعاية وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال المهندس جوني القرم، انطلقت مساء الأربعاء ٢٤ نيسان ٢٠٢٤ الدورة السابعة لمعرض ومؤتمر “إدوتيك” في مركز الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان- عين نجم.
قدمت الحفل الاعلامية باتريسيا سماحة التي شددت في كلمتها على اهمية الصمود في هذه المرحلة وقالت : كأنه قد كتب لنا، أو علينا، ان تتنازعنا الصراعات والإنقسامات والتحديات دائماً، وعلما أننا قررنا أن يكون الصمودمصيرنا في كل المراحل وفي كل الازمات …
رهاننا الاكبرعلى القطاع التربوي في لبنان، لا بديل عن التربية والتعليم، لعله الامل الوحيد للخروج من بوتقة الفساد والدمار من خلال اعداد المستقبل بشكل قادة. وذلك من خلال توفير التعليم الجيّد، وزرع القيم الوطنية و وتشجيع البحث العلميّ وغرس روح الابتكار.
في هذه المناسبة، تحية لتلامذة الجنوب واساتذة الجنوب واهل الجنوب الغالي، واقول لهم اذا كان للظلم جولة فللحق ألف جولة وجولة.
العالم اليوم منقسم الى قسمين، قسم يستعمل التكنولوجيا لصناعة الصواريخ واسلحة الدمار وقسم يبني الادمغة لتطوير البشرية والسير قدما لتحسين الواقع وظروف الحياة، ونحن أخذنا خيارنا بأن نكون من النوع الثاني. نحن ننتمي الى لبنان الوطن والرسالة، الصغير بالمساحة، الكبير بمبدعيه ومثقفيه وادباءه وفلاسفته وابناءه الوطنيين.
من جهته، اعتبر الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح “حقيقةً وواقعًا”، مشيرًا الى أنّنا “علينا الاستفادة من الAI كي نخدم التربية ونعمد بذلك الى تطوير عملنا التربوي في المدارس الكاثوليكيّة”.
ولفت الأب نصر الى أنّ “الأهداف الثلاثة المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي تكمن أوّلًا بتعزيز الريادة التكنولوجيّة في المدارس الكاثوليكيّة، ثانيًا وكيفيّة الاستفادة من المصادر التعليميّة المفتوحة OER في عمليّة التعليم والتعلّم”.
وأضاف أنّ “الذكاء الاصطناعي من جهة هو وسيلة فعّالة لتخصيص التعليم وفقًا لاحتياجات الطلاب، حيث يمكن استخدامه في تطوير برامج تعليميّة مخصّصة وفقًا لتقدّمهم، والمصادر التعليميّة المفتوحة من جهة أخرى تجعل الوصول إلى المعرفة دون حدود، الأمر الذي يسمح للتلامذة والمعلّمين الاستفادة منها بشكل مجانيّ ممّا يسهم في تحقيق التعليم المتكافئ. هذه التوليفة، إذا ما حسن استعمالها ترفع من مستوى العمليّة التربويّة والتعليميّة بشكل ملحوظ لمصلحة نشأة تلامذة اليوم، رجال ونساء الغد”.
كما شدّد الأب نصر على مفهوم “الدّمج في مدارسنا الكاثوليكيّة وايلاء الاهتمام بالتلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعلهم ينخرطون في المدرسة والمجتمع والوطن، وبالتالي اكتساب حقوقهم كافة”.
وختم الأب نصر قائلًا: “هذا ما دأبت المدارس الكاثوليكيّة على القيام به منذ نشأتها، تقديم تعليم شامل ومتطوّر يُمكّن التلامذة ويُعدّهم لمواجهة تحديات العالم الحديث.”
من ناحيته، رأى رئيس قسم التكنولوجيا والمعلوماتيّة في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية جوزيف نخلة أنّ “الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسب الآلي ويهدف إلى بناء نظم قادرة على تقليد أو محاكاة قدرات الإنسان الذهنية، مثل التعلم والتفكير والاستدلال والإدراك والتكيف، بحيث يمكن لهذه الأنظمة القيام بمهام معقدة بدون التدخل البشري”. وأضاف انّ “الذكاء الاصطناعي ليس مجرّد مفهوم نظري. بل هو الآن جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يمكن العثور عليه في كل مكان، من الهواتف المحمولة إلى السيارات الذاتية القيادة، وحتى الروبوتات الخدمية في المستشفيات”، موضحًا أنّ “وفق التقديرات قد يصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى 190 مليار دولار بحلول عام 2025. وبناءً على هذه الأرقام، فإنه من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على الاقتصاد العالمي”.
رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة المطران حنا رحمة، فقد اعتبر أنّ ” الإنسان لم يستعمل سوى قسم صغير من طاقاته وإبداعه”، منوّهًا الى ضرورة الحديث كذلك عن “الذكاء الطبيعي والأخلاقي والعاطفي، الى جانب الاصطناعي”، موضحًا أنّ “سمات الذكاء الطبيعي تتجلّى بالّلبناني الذي عاش على شاطىء البحر، فاكتشف الحرف بدلًا من الرسم للتحاور.
هذا الذكاء جعله يخترع ٢٤ حرفًا أوصلت العالم الى المخاطبة عن طريقة الصفر واحد حديثًا”.
وأضاف رحمة: “راقب اللبناني الشجرة التي تقع في النهر وتُجرف الى البحر فكان اختراع السفن”.
واشار الى أنّ “هذا الذكاء الطبيعي خلق حضارة، واليوم مع تعاون وتفاعل المخترعين والاكنولوجيّين تكمن العظمة بالتطوّر رويداً رويداً”.
“من الضروري الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تربويًّا” يشدد رحمة، موضحًا أنّ “الشركات التكنولوجية كانت في السنوات الأخيرة قد وضعت طاقاتها في منصّات التواصل الاحتماعي ونحن كبشر ساهمنا وقدّمنا كل موادنا الاولية من معلومات عنا. واليوم دخلنا في تشابك جديد لنتمكّن من الحصول على المعلومات كافة من مصادر متنوعة”.
وإذ لفت رحمة الى أنّ “التقدم التكنولوجي هو نتيجة التشابك والتفاعل بالاختراعات”، تتطرّق الى طرح البابا فرنسيس الذي رفع الصوت، داعيًا الى عدم الخضوع “للامبراطورية التكنولوجية”.
الوزير القرم فقد شدّد على أنّ “الحوار ضروري لأنه الوسيلة الوحيدة للوصول الى النتيجة المرجوّة لبناء الوطن”، مضيفًا أنني “كوزير أعتمد على مبدأ كما تعامِل تعامَل”.
وتابع: “نحن هنا للحديث عن العلم، سلاحنا ضدّ الدمار وحجر الأساس لبناء اقتصاد قوّي متطور ومتقدم”، موضحًا أنّ “قطاع “السوفتوير” يصدّر ٦٠ مليار دولار سنوياً في إسرائيل. وتساءل: “أين نحن من هذه الارقام؟”
ولفت القرم الى أننا لبناء وطن على مستوى تطلّعاتنا، نحتاج الى جرعة من “الانتماء الوطني، ويجب تدريس ذلك في المدرسة: حب الوطن والتربية الصحيحة”، مردفًا: “نحن بحاجة كذلك الى نظام قضائي فعّال، ففي ايطاليا الجسم القضائي هو من تمكّن من السيطرة على المافيا في البلاد”، مشيرًا كذلك الى ضرورة “مراقبة المال الانتخابي، تنظيمه وتعلّم كيفيّة التعاطي مع المبالغ التي تدعم كل مرشّح إنتخابي”.
وختم القرم: “أنا اؤمن بالادوتيك، إذ علينا استشراف المستقبل ومواكبة هذا التطور”.
تجدر الإشارة الى أنّ مُذكّرة تعاون قد وُقِّعت بين الأمانة العامة وشركة “هواوي” على هامش المؤتمر.
يستمرّ معرض ومؤتمر “إدوتيك” حتى السبت ٢٧ نيسان الجاري في مركز الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية- عين نجم.