افتتح التجمّع النسائي البيروتي ليل الجمعة 5 كانون الأول، قرية ميلادية تحت شعار " قرية واحدة، ميلاد واحد، عائلة واحدة" في حديقة مار نقولا – الأشرفية، بهدف تسليط الضوء على قوة المبادرات الشعبية ودور النساء في إعادة بناء روح المدينة وتعزيز المسؤولية البيئية والعمل المجتمعي.

استهلّ الإفتتاح بصلاة تبريك تلاها الأب رومانوس جبران وترانيم ميلادية من جوقة ميلومانيا (MeloMania) بقيادة أريج لمع. تخلّل البرنامج إضاءة شجرة الميلاد، معرض لروّاد الأعمال بيروتيين، أنشطة للأطفال وأجواء ترفيهية عائلية جمعت الأهالي وأعادت الدفء إلى مدينة بيروت.
في كلمتها في افتتاح الحفل، أكّدت هيلين شمّاس، رئيسة التجمع النسائي البيروتي، أنّ رسالة الجمعية تتجاوز إعادة تأهيل المشهد الحضاري لتصل إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي لبيروت. وشدّدت على أنّ تمكين المرأة هو حجر الأساس في أي تغيير مستدام، وعلى أهمية تعزيز المبادرات الشعبية والعمل المشترك مع البلديات والمؤسسات والأهالي، مؤكدة أنّ هذه القرية الميلادية ليست مجرد احتفال، بل رسالة وحدة وأمل وهوية. وختمت كلمتها بالتأكيد على التزام الجمعية بالاستمرار في العمل من أجل بيروت أكثر إنسانية وتضامناً وأملاً.

أمّا محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، فقد عبّر في كلمته أنّ " بيروت لا يمكن أن تنهض من دون مبادرات أهلها"، مشيداً بجهود التجمّع النسائي البيروتي في أعمال تأهيل المساحات الخضراء والمشاريع البيئية ومثمّناً التزامها في حماية المساحات العامة وتعزيز المشاركة المجتمعية.

من جهته، عايد النائب غسان حاصباني اللبنانيين بعيد القديس نقولا الذي تحمل اسمه الحديقة. كما وتحدّث عن أهمية زيارة قداسة البابا إلى لبنان، وما تحمله من رسائل سلام وتلاقي وأمل للشعب اللبناني، كما شدّد على القيمة التاريخية والروحية لحديقة مار نقولا في الأشرفية باعتبارها مساحة جامعة للهوية والتراث. وعبّر عن امتنانه لوصول رؤيته في تمكين النساء للعمل في البلديات والإدارة المحلية إلى مرحلة التنفيذ عبر مبادرات فعّالة مثل التجمّع النسائي البيروتي، مهنّئاً جميع أعضاء التجمّع وعلى رأسهم رئيسة التجمّع الدكتور هيلين خاطر شماس التي ثابرت وناضلت لتأسيس الجمعية.

وشكّلت هذه الفعالية دليلاً حيّاً على أنّ "قرية واحدة، ميلاد واحد، عائلة واحدة" ليست مجرّد شعار، بل أسلوب حياة يعيد جمع الناس حول القيم المشتركة والانتماء الحقيقي لبيروت.
