بالوقائع: بين تشرين 1990 وتشرين 2023:”عون تاني”

WhatsApp-Image-2023-10-13-at-5.19.19-PM

لقد بنى التيار الوطني الحر مع مؤسسه ورئيسه وقيادييه أمجادهم وجمهورهم وشعبيتهم على قاعدة “الجمهور عايز كده”

في السياسة والأمور الوطنية والهواجس الشعبية تكوّن الذاكرة الشعبية المجتمعية الجماعية اساسا لما يريده “الجمهور” بشكل عام والمجتمعات الصغيرة بشكل خاص… وهذا ما نجحت به الحالة “العونية” ب”دغدغتها” للعواطف والهواجس وبانعاشها واثارتها لتلك الذاكرة وكما نجحت باستغلالها واستثمارها من “قوة الشرعية المتمثلة بالجيش” الى “محاربة الميليشيات” والفساد و”حقوق المسيحيين” وغيرها من الشعارات وال”شماعات” التي رفعها العونيون…

حاليا ومن تجربة التسونامي العوني في ٢٠٠٥ مرورا بتجربة التيار العوني في المجلس النيابي و الحكومات وصولا الى الحكم بست سنوات حجاف على لبنان واللبنانيين أصبحت مقولة “الجمهور” اللبناني عامة وحتى قسم كبير من الجمهور العوني نفسه”اسمع تفرح جرّب تحزن”

في الذكرى الثالثة والثلاثون ل13 تشرين 1990 ومع الأحداث الجارية في غزة والمتخوّف من امتدادها الى لبنان من المفيد والضروري مراجعة بعض المواقف التي اطلقها مؤسس التيار الوطني الحر من نفيه في 13 تشرين 1990 وطيلة الفترة حتى عودته الى لبنان في 7 أيار 2005 والتي تحاكي ما يحدث اليوم لا بل توائمها وتناسبها…

  • في 16 نيسان 1996، أوردت صحيفة النهار بيانًا صادرًا عن التجمّع من أجل لبنان(التابع لميشال عون) يؤكّد خلاله أنّ حزب الله “يعمل ضد مصالح لبنان نتيجة خضوعه لإيران وسوريا”.
  • في 25 نيسان 1996:من مقال لميشال عون نشرته صحيفة النهار توقف عون عند “دَور سوريا الذي يُشعل الصراعات من أجل توكيله مهمة إطفائها”. وسأل: “هل تتلقى سوريا ثمنًا غاليًا للسّيطرة على حزب الله؟ وهل تُعطى تحت ستار ضمان أمن حدود إسرائيل الشماليّة شيكًا على بياض للإبقاء
    على احتلالها للبنان؟”

-بتاريخ 18 آب 1997، صدر بيان عبر وكالة الأنباء المركزيّة أوردته صحيفة النّهار، حَمَلَ فيه عون على تفاهم نيسان الذي أقرَّ بعد عمليّة عناقيد الغضب، واعتبر أنّه “يبيح لإسرائيل حرمة اللبنانيّين”، وسأل: “كيف تفاوض المقاومة عدوّها وتقبل بشروطه فتصبح مقاومة بالتراضي، كما أنّها تعطيه أمنًا كاملا على أراضيه وتجعل من أراضيها جهنّم كاملة؟”.

-في كلمة للطلاب في حرم كلية العلوم الإنسانيّة في الأشرفيّة بتاريخ 27 شباط 2002، نشرتها صحيفة النهار قال عون:“حزب الله كيان مستقلّ ضمن الكيان اللبناني. فهو يشتغل سياسة والدولة تلحق به. فالمقاومة تكون على الأرض المحتلة، وليس على الأرض المحرّرة. إنّ حزب الله يؤدّي دور الجيش، وهو ينشئ جيشًا بديلا حاليًا”. 

-في مقابلة على محطة “أم تي في” بتاريخ 9 نيسان 2002، “وصف العماد عون عمليات المقاومة في الجنوب بالإنتحاريّة ولم يعترف بفضل المقاومة بتحرير الجنوب، بل قال أنّه كان هناك قرارٌ دوليٌّ والمقاومة أطالت أمد الإحتلال”

-في 10 نيسان 2002 وعبر صحيفة النهار، هاجم العماد عون موقف سوريا وحزب الله من الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي وتطرّفهما إزاءه والذي هو “نتيجة إمّا موقف طائش، أو موقف متواطئ مع إسرائيل لتحرير قدرتها التدميريّة وتحليل استخدامها”… ورفض فتح جبهة لبنان، داعيًا الى “إقفال الحدود أمام أيّ عمليّات عسكريّة ضدّ إسرائيل”، وقال: “جبهة لبنان لم تقفل ولا تزال مفتوحة، والحدود مع سوريا وإسرائيل ليست مقفلة ولاجيشًا لبنانيًّا منتشرًا عليها”. وأضاف: “ثمّة اثنان ظاهران في هذا الإتجاه، سوريا وحزب الله اللذان يضغطان على الشعب والمقاومة الفلسطينيين من أجل توجيههما في اتجاه معيّن ومن الخطأ إنشاء أجواء عام 1967″.

-وفي 3 أيّار 2003 نشرت صحيفة الديار تصريحًا  لعون يقول فيه “ يجب على حزب الله أن يعرف أين حدوده وألا يتجاوزها”

-في 5 نيسان 2003 في لقاء مع طلاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ خلال مؤتمرهم السّنوي الثالث قال عون:”عندما يريد حزب الله أن يجنح خارج الإطار اللبناني لأهداف أخرى، فلا يمكننا أن نتحمّل نتائج سياسته”.

-سأل عون حزب الله في خلال مقابلة مع الكفاح العربي في 4 تمّوز 2005، “في أيّ موقع يضع نفسه كحزب عقائدي سياسي، في خانة الصراع الإسلامي اليهودي أو في خانة الصراع العربي الإسرائيلي. وفي كلتا الحالتين يفترض أن يدرك أنّ وسائل المواجهة تغيّرت والبندقيّة هي آخر أساليب الصراع، والمرحلة التي نعيشها مرحلة مقاومة إنمائيّة إقتصاديّة ثقافيّة حضاريّة لا مقاومة عسكريّة، وكلّ شيء يدلّ على أنّ عشرات المليارات التي أنفقها العرب تحت شعارالصراع مع إسرائيل لم تغيّر شيئًا على أرض الواقع. طبيعة الصراع إذًا تبدّلت، والمواجهة الجديدة حضاريّة، وحزب الله يفترض أن يدرك هذه الحقيقة، وأن يعدّل مساره في هذا الإتجاه، وأن ينسجم مع المناخ الدولي الجديد من دون أن يتخلى عن ثوابته وتوجّهاته العقائديّة أو الدينيّة”

وعلى ما تقدّم وتبيّن تُناقض مواقف عون في المنفى مواقف عون بعد عودته الى لبنان او بالأحرى “إعادته” على يد من هاجمهم في مواقفه الآنفة الذكر…

وضمن اطار اللعبة بين توزيع الأدوار و”الجمهور عايز كده” في نسخة 2023 اطل نائب رئيس التيار الوطني الحر المعيّن حديثا الدكتور ناجي حايك ليقول لـLebTalks في 11 تشرين الأول 2023: “نرفض كـ”تيار وطني حر” فتح جبهة لبنانية لمساندة الفلسطينيين”

وكان الرئيس المؤسس للتيار الوطني الحر العماد ميشال عون قد كتب عبر “إكس” في 10 تشرين الأول 2023 مناقضا ما ادلى به سابقا وآنفا وبتواريخ مختلفة على ما رأينا :
: “لن يقوم سلام ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة طالما أن الشعب الفلسطيني يُقهر ويُظلم وتُسلب أرضه وتُستباح حقوقه.
والمقاربة الإسرائيلية، القائمة دوماً على مبدأ القوة وسلب الحقوق والتهجير وضرب القرارات والمواثيق الدولية، لن توصل إلاّ إلى مزيد من الحروب.
 والتاريخ، البعيد منه والقريب، يشهد أن الإنسان الذي يقاتل باللحم الحي دفاعاً عن وجوده، يمكنه أن ينتصر على آلة التدمير مهما بلغ جبروتها”.

وكما كان لنائب رئيس التيار الوطني الحر السابق منصور فاضل تغريدة مزايدة ومبالغة من نفس الإطار عبر “إكس” في 9 تشرين الأول 2023 اذ كتب:
: “اذا فتحت الحرب بالجنوب ، ولادي وانا منام على الارض ، واهل المقاومين بناموا بغرفنا وعلى اسرتنا.”

“وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».” (يو 8: 32).

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: