بتمويل سويسري.. لبنان يطلق مشروعًا لتعزيز قطاعي المياه والغذاء

NIZAR-HANI

أطلقت وزارة الزراعة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في لبنان، مشروعا يمتد على ثلاث سنوات بعنوان "تعزيز مرونة قطاعي المياه والغذاء في لبنان"، بتمويل من الحكومة السويسرية، خلال ورشة عمل شارك فيها وزير الزراعة نزار هاني، ممثلة وزير الطاقة والمياه جوزف الصدي سوزي الحويك، ممثلة منظمة الفاو في لبنان نورة أورابح حداد، نائب رئيس البعثة في سفارة سويسرا في لبنان وسوريا فنسان باسكيه، ممثلون عن المؤسسات الحكومية والشركاء الإنمائيين والجهات الوطنية المعنية.

ولفت بيان للفاو الى أن الورشة "عرضت لأهداف المشروع وهيكليته والأنشطة المخطط تنفيذها، وشكلت منصة لتعزيز التنسيق وبناء الملكية المشتركة وتطوير استراتيجيات التنفيذ الفعّال"، مؤكدا "استمرار جهود الفاو في حشد المزيد من التمويل المشترك لتنفيذ المشروع بالكامل".

وأوضح البيان أن "المشروع يهدف إلى تحقيق تنمية وتعافٍ طويلي الأمد من خلال ترسيخ أسس نظام مائي وغذائي أكثر استدامة وشمولية ومرونة. ويسعى المشروع إلى دعم تعافي لبنان عبر تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتقوية سلاسل القيمة الزراعية والغذائية، وتعزيز العمل الجماعي الذي يرسّخ المساءلة بين مقدمي الخدمات العامة والمجتمعات التي يخدمونها. كما يهدف إلى تعزيز فرص العمل اللائق للعمال الزراعيين الموسميين، والمساهمة في منع النزاعات على الموارد المائية المحدودة، ودعم التطوير المؤسسي لتحسين تقديم الخدمات وتعزيز الحوكمة".

وأكد وزير الزراعة في كلمته اعتزازه بالشراكة بين الوزارة والفاو والحكومة السويسرية لإطلاق هذا "المشروع المهم الذي يهدف إلى تعزيز مرونة قطاعي المياه والغذاء في لبنان"، لافتا إلى أن "هذا المشروع يعكس مقاربة الترابط بين الزراعة والمياه والطاقة – الـ Nexus Approach، التي أصبحت اليوم ضرورة وليس خيارا، لتحقيق إدارة متكاملة ومستدامة لمواردنا الطبيعية. فالزراعة ليست فقط مصدرا للغذاء، بل هي أيضا مستهلك ومولّد رئيسي للمياه والطاقة، ما يستوجب سياسات منسقة تضمن التوازن بين الإنتاج الزراعي وحماية الموارد".

وقال: نسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز الزراعة الإيجابية تجاه الطبيعة – Nature Positive Agriculture، أي الزراعة التي تُعيد للتربة خصوبتها، وللأنظمة البيئية توازنها، وللمزارعين قدرتهم على الصمود في وجه التغيّر المناخي والأزمات الاقتصادية.

وشكر "الشركاء الدوليين على دعمهم المتواصل"، آملا أن "تكون هذه الورشة نقطة انطلاق لتعاون عملي يعزز الأمن الغذائي والمائي في لبنان، ضمن رؤية وطنية للتنمية المستدامة".

من جهتها، قالت ممثلة وزير الطاقة: إن تعزيز التنسيق بين وزارتي الطاقة والمياه والزراعة أمر أساسي لضمان إدارة مياه الري بشكل فعّال ومستدام، علما ان الزراعة هي أكبر مستهلك للمياه في البلاد. إن التخطيط المشترك واتخاذ القرارات المبنية على البيانات يشكلان عنصرين أساسيين لمواءمة الطلب الزراعي مع الموارد المائية المتاحة وضمان الأمنين المائي والغذائي على المدى الطويل.

وقالت ممثلة الفاو في لبنان: يأتي هذا المشروع في وقت مهم بالنسبة للبنان، حيث تواجه المجتمعات تحديات متزايدة في تأمين الحصول على المياه والغذاء. ومن خلال العمل يدا بيد مع شركائنا الوطنيين، وبدعم سخي من سويسرا، نسعى إلى إيجاد حلول مستدامة تُحسّن حياة الناس اليوم وتحافظ على الموارد للأجيال القادمة.

بدوره، قال نائب رئيس البعثة في سفارة سويسرا: أحد الركائز الأساسية لهذا المشروع هو تعزيز المؤسسات العامة في لبنان لتحسين تقديم الخدمات، وبالتالي بناء علاقة ثقة ومساءلة بين حكومة لبنان والمواطنين.

أضاف: "يعكس هذا المشروع الالتزام المشترك بين لبنان والفاو وسويسرا بدعم التنمية المستدامة وتعزيز الصمود، لضمان حصول المجتمعات في جميع أنحاء البلاد على أنظمة غذائية ومائية آمنة ومستدامة".

واختتمت الورشة بعروض تقديمية حول المشروع، تلتها جلسات نقاش حول المياه والابتكار والعمل الجماعي، تم التأكيد خلالها على أهمية اتباع نهج مبتكر ومنسق لمعالجة التحديات الملحة التي تواجه قطاعي المياه والغذاء في لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: