ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، اجتماعا مشتركا لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل النيابية، حضره نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والنواب: جورج عدوان، هادي ابو الحسن، الان عون، عبد الكريم كبارة، حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، غادة ايوب، علي خريس، علي حسن خليل، حسن عز الدين، ميشال موسى، مروان حمادة، عماد الحوت، هاغوب بقرادونيان، نديم الجميل، قبلان قبلان وجورج عقيص، وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر .
وبعد الإجتماع، قال نائب رئيس مجلس النواب: "بدعوة من دولة الرئيس نبيه بري، عقد إجتماع مشترك لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل للبت بالطلب المقدم الى المجلس النيابي المتعلق بموضوع رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان. وخلال بداية الجلسة كان أيضا هناك بحث في ملف سبق لهذه اللجنة المشتركة منذ أكثر من سنتين تقريبا، أن أخذت فيه قرارا، ويتعلق بتأليف لجنة تحقيق برلمانية بملف وزارة الإتصالات. وهذان الملفان متشابهان، وتم الاتفاق على عقد جلسة للهيئة العامة في الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء في 23 الحالي".
اضاف: "لقد أصر الرئيس بري على أن هذه المواضيع لم تعد تحتمل التأجيل، المرة الأولى كانت هناك ظروف قاهرة كما تعرفون من أكثر من سنتين تمثلت بغياب رئيس الجمهورية ولم يكن هناك تشريع ولا مجلس نيابي يعمل بالشكل الذي عليه ان يعمل فيه. أما اليوم هناك ملفان: الاول يتعلق بوزارة الاتصالات لتأليف لجنة تحقيق برلمانية، والثاني سيكون عرض طلب رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان، وللهيئة العامة القرار النهائي في هذين الملفين".
وتابع: "نحن لا نتّهم وهذا القرار لا يعني أن هناك احدا مذنبا لكن ما درسناه هو التحقيق الذي أنجز أو اللجنة الفرعية التي تشكلت والتي شكرها دولة الرئيس بري باسم كل المجتمعين، اليوم انجزت تقريرا مهنيا من دون ان تتطرق لأي شيء آخر، باستثناء كيف نطبق النظام الداخلي وكيف نطبق القانون بشكل كامل من دون ان يكون هناك أي ضغط من أي جهة، فكان هذا التقرير المهني بعدما درس وهو محدد بأمرين: أولا، إذا كان الموضوع يتعلق بعمل النائب كنائب لرفع الحصانة او لا علاقة وكوزير بنفس الوقت يعني قرار أخذه الوزير وطبعا هذا لا ينطبق عليه هذا الشرط بالتالي في هكذا حالة يعود للقضاء القرار اذا ما كان يريد اكمال تحقيقاته والقانون يأخذ مجراه، عليه ان يستمع للنائب بوشكيان ويمكن بعد الاستماع اليه، القضاء هو الذي يقرر إذا ما كان يريد المضي بالملف ام لا".
وقال: "نحن اليوم لا نتّهم ويبقى دائما المتهم بريئا إلى أن يثبت العكس. الآلية واضحة اليوم بالهيئة العامة يطرح هذا الطلب، كذلك ملف وزارة الاتصالات وللأشخاص المعنيين الوزراء الثلاثة المعنيين بالملف الأول هم وزراء الاتصالات الثلاثة: الوزير نقولا صحناوي الوزير بطرس حرب والوزير جمال الجراح، ونحن كنا أبلغناهم منذ سنتين ونصف السنة عن الجلسة بالتالي هناك تبليغ سابق ولهم الحق هم أو وكيل عنهم بالمجيء الاربعاء لطرح وجهة نظرهم أو المدافعة عنها وعما يضم هذا الملف الذي وصل الى المجلس النيابي، ثم بعد الاستماع إليهم تصوت الهيئة العامة بالأكثرية المطلقة أي 65 نائبا، وإذا كنا نريد تأليف لجنة تحقيق برلمانية سيتم التصويت على أعضاء هذه اللجنة".
اضاف: "أما في الملف الثاني المتعلق برفع الحصانة فتعتمد الطريقة نفسها، اذ يحق له ان يدافع عن نفسه أو يعرض وجهة نظره. أعتقد ان الأمين العام سوف يبلّغ كل المعنيين لأن الجلسة بعد يومين، وإذا ارادوا ان يدافعوا عن انفسهم او ارسال بالمباشر أو عبر وكيل لهم لعرض وجهة نظرهم، ثم تصوت الهيئة العامة بالأكثرية في هذه الحالة برفع الحصانة".
وتابع: "الأربعاء ينتخذ قرارا إذا ما كنا سنؤلف لجنة تحقيق برلمانية بالهيئة العامة أو سنشكل لجنة تحقيق برلمانية، عندها يصبح العمل لها ويكون عملها سريا وهذا الموضوع يبقى سريا إلى أن يصل إلى خواتيمه" .
وردا على سؤال عن المعلومات التي تتحدث عن سفر النائب بوشكيان، قال: "أنا لا اريد ان أعلق على ما يقال في الإعلام، ليس لدينا أي معلومات عن مكانه، ولكن عندما نصل الى الجلسة وطبعا اليوم سيكون هناك تواصل مع الجميع ولا استطيع ان أعلق إذا كان موجودا او لا. نحن اليوم في هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل اتخذنا القرار بعرضه على الهيئة العامة يعني خطوة باتجاه هذا الموضوع، والهيئة العامة يؤول لها القرار برفع الحصانة أو لا وهي ستصوت سريا، لا شي سيبقى مخفيا عن اللبنانيين وفور صدور النتيجة ستعلن".
وكان الرئيس بري تابع المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع في لبنان وما يجري في السويداء، خلال استقباله رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير السابق طلال أرسلان، بحضور الوزير السابق صالح الغريب.
وبعد اللقاء، قال ارسلان: "كالعادة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر فيها المنطقة، وتحديدا سوريا وانعكاسها على الوضع اللبناني، لا بد من زيارة دولة الرئيس نبيه بري بما يمثل ليس فقط على المستوى السياسي كرئيس مجلس النواب انما لحكمته وتعقله في مقاربة الامور المصيرية التي نتعرض لها في المنطقة بأسرها. كان واجبا علي ان أزور دولة الرئيس وأضعه بحقيقة الاجواء التي تحصل مع اخوتنا واهلنا في جبل العرب في سوريا وانعكاسه وخطورته على استقرار سوريا اولا وعلى لبنان".
اضاف: "لا يفكرن احد من جهابذة السياسة عندنا بالبلد مع الأسف، الذين يعتقدون ان ما يحصل في سوريا لا علاقة لنا به صحيح بالمباشر، لكن من عنده ذرة من الحس الوطني والانتماء الوطني اللبناني يعرف تجارب التاريخ عبر مئات السنين، أن لبنان يتأثر بالمباشر بما يحصل في سوريا وبالتالي المطلوب من الجميع في لبنان أولا، ومن رؤساء الحكومات السابقين والحاضرين والمستقبليين، أن يعوا بأن المطلوب اليوم ليس خطابا طائفيا ولا مذهبيا، بل المطلوب رجال دولة على مستوى كبير وعال جدا من المسؤولية والحس بالمسؤولية".
وتابع: "أتوجه الى كل اللبنانيين والى إخواننا السوريين وإخواننا العرب بشكل عام، إذا كانت الدول بمصالحها الكبيرة تلعب بدّم الناس يعني هذه مصالح دول، نحن لا نستطيع ان نغير فيها لكن لا يمكن ان نستوعبها لا الشعب السوري ولا اللبناني ولا العربي، ولا ان نغض النظر أو نتواطأ على دمنا، هذا لا استطيع ان افهمه بصراحة، فتصوير المشهد في سوريا على أنه مشهد مجازر بين إخواننا البدو في جبل العرب مع الدروز يعني الطابع السني والدرزي في جبل العرب هو كذبة كبيرة، وأتمنى على الإعلام ألا يسوق لشيء ليس حقيقيا. نحن على تواصل ساعة بساعة مع الوضع بسوريا وفي جبل العرب".
وقال: "أريد ان أسأل عبر الإعلام: هل الإيغور والشيشان والباكستان والأفغان وغيرهم من جنسيات مختلفة هؤلاء من بدو جبل العرب؟ غير صحيح ان الذين أتوا من إدلب وحماه وحمص وحلب، نحن وإخواننا السنة في السويداء، محافظة السويداء مساحتها 6000 كيلومتر مربع فيها عشائر عربية ودروز وفيها إخواننا المسيحيون من ضمن النسيج الوطني الاجتماعي السوري العام".
اضاف: "تاريخيا كانت تحصل مناوشات على مشاكل زراعية بسيطة كما في أي بلد، منذ 200 أو 300 سنة ويتدخل رجال كبار، عقلاء، وكانت الدولة السورية قبل أن تتدخل الوساطات تقوم بمصالحات عشائرية، انما ما يحصل الان لم يحصل مثيلا له، فما يجري إبادات وتكفير، النساء، الأطفال، الشيوخ ما هي علاقتهم؟ سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية العربية الكبرى، الذي ثار على إقامة الدولة الدرزية التي انشأتها فرنسا سنة 1921 ف سوريا، قاومها، ووحد سوريا، وحارب ضد الانتداب، وذهب الى الأردن واستقبلته وذهب الى المملكة العربية السعودية واستقبلته مع مجموعة كبيرة من الثوار، والان تقفل الحدود على الأردن؟ سلطان الأطرش متوفى له 50 سنة، تمثاله كسر، صوره دوس عليها، مشايخ دين يقتلون ودوس على صورهم، نُكل فيهم مقامات دينية، معالم تم حرقها تحت أي شعار؟ تحت شعار وحدة سوريا؟".
وتابع: "الدولة تقوم على قاعدة جمع أهل بلدها وليس التنيكل بالناس، أتفهم إذا ما عصى انسان قرار الدولة المركزية يحاسب على قدره لكن ان يحاسب مجتمعه بنسائه، بأطفاله، برجال الدين، كيف ذلك ووفق أي معيار؟".
وقال: "أفهم الاستنكار من كافة الدول والاطراف على قيام إسرائيل بضرب دمشق كعاصمة عربية، طبعا يجب الاستنكار ورفض ذلك لكن يجب ايضا استنكار المذابح بحق الناس، حفاظا على سوريا أولا، وأكثر ما يؤلمني هذا السكوت العربي عن المجازر وعن قتل الناس، فجبل العرب وجهته التاريخية عبر ألف سنة هي وجهة إسلامية عربية نقية نظيفة واضحة صريحة، في مواجهة كل مشاريع الاستعمار التي مرت فيها هذه الأمة، أكان الاستعمار العثماني والفرنسي والإنجليزي والإسرائيلي، نحن طائفة مسلمة على رأس السطح، نحن طائفة عربية لماذا نخون؟ الجولاني موجود في دمشق منذ ستة او سبعة أشهر، بدون إرادة إسرائيلية؟ أكيد من يسكت عن مذابح غزة سوف يسكت عن كل المجازر التي ترتكب ويمكن ان ترتكب على ايدي المجموعات الإرهابية" .
اضاف: "إذا قسمت سوريا والناس هاجمت بعضها البعض بتحريض مذهبي، طائفي بغيض، ماذا يمكن ان يحصل في لبنان؟ المطلوب منا الالتفاف مع بعضنا البعض وحماية انفسنا ووحدتنا وهويتنا ووطننا، وألا نسمح لهذا الفلتان بالتمدد بل يجب وقفه. المطلوب الوعي والحس بالمسؤولية لا تسجيل مواقف بالإعلام، على رجال الدولة والقيادات ان تتحمل مسؤوليتها في حماية ناسها وأهلها ونسيجها الوطني الداخلي، ليس همّي حماية الدروز أنما ايضا حماية الإخوة الذين أتعايش معهم في نفس الوطن وأحمل معهم هوية واحدة. ما يحصل معيب ويجب ان يتوقف".
واستقبل الرئيس بري أيضا، الرئيس الجديد لمجلس الانماء والاعمار المهندس محمد علي قباني والأعضاء الجدد في المجلس في زيارة تعارفية، وكانت مناسبة أيضا قدم خلالها قباني شرحا لبرنامج عمل المجلس في المرحلة المقبلة.