إذا أردت أن تعرف ماذا يجري حول الوضع الحكومي، فعليك أن تدرك بأن هناك عملية تصفية حسابات بدأت روحاها تدور بين المقار الرئاسية ولا سيما بين عين التينة من جهة وبعبدا وميرنا الشالوحي من جهة أخرى، ولهذه الغاية يُنقل وفق المعلومات المتأتية من أكثر من جهة، أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يلقى مساندة ودعماً سياسياً ولوجستياً من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينتظر رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر على "كوع" تصفية الحسابات، ومن هذا المنطلق فإن ميقاتي "الحرّيف" في تدوير الزوايا يناور سياسياً وقد قدّم تشكيلته الوزارية لعون في سرعة قياسية وحيث كان يُدرك سلفاً أنه سيرفضها، وبالتالي ليس هناك حالياً أي حراك حكومي، فالرئيس المكلف خارج لبنان، ما يعني أن الحديث حول التأليف أو التعديل سيطول أمده وبمعنى آخر أن هذه المناورة مؤداها أن البعض لن يعطي رئيس الجمهورية أي دفع له في نهاية عهده، ولهذه الغاية ان كل الاحتمالات واردة بما فيها بقاء حكومة تصريف الأعمال كما هي الى إمكانية حصول تعديل طفيف، والمؤكد وفق المتابعين لمسار ما يجري حكومياً أن لكل حساباته ونظرته ورؤيته والهدف واحد ألا وهو التصويب على الاستحقاق الرئاسي من خلال دراسة كل الاحتمالات وفي ظل صراع بين أكثر من فريق وتحديداً بين بري وميقاتي ومعهم القوات اللبنانية والاشتراكي ونواب سياديين ومستقلين في مواجهة العهد وتياره البرتقالي على خلفية عدم إعطاء أي فرصة لباسيل أكان هناك فراغاً رئاسياً أو سواه.
