بدأت المخاوف تُلقي بظلالها على صعيد العلاقات اللبنانية – السعودية والخليجية بشكل عام، ولا سيّما بعد احتضان حزب الله للمعارض السعودي علي الهاشم، حيث تحولت بعض مناطق الأمر الواقع الى محميات للإرهابيين والمجرمين والخارجين عن القانون، والذين يطلقون تهديدات واساءات للمملكة كما فعل الهاشم، وهذا ما أدى الى تحرك فاعل للسفير السعودي الدكتور وليد البخاري باتجاه وزير الداخلية بسام المولوي، ومن هناك رسم السفير البخاري خارطة طريق على صعيد ما يحصل وقال كلاماً كبيراً وواضحاً، بمعنى أن الكرة في الملعب اللبناني من أجل وقف هذه الاساءات والحملات والتهديدات وملاحقة الفاعلين، مما يُذكر بالمرحلة السابقة عندما كان التهريب جار على قدم وساق، من المرافئ اللبنانية والحدود باتجاه المملكة العربية السعودية، ويومها اتُخذت إجراءات فاعلة من قبل المملكة، وغادر حينها السفير البخاري الى الرياض، وقد أدت المعالجات التي قامت بها وزارة الداخلية والمعنيون الى النتائج المتوخاة، وصولاً الى تلك الحملات التي قام بها وزراء خارجية سابقون وحزب الله الذي ما زال مستمراً في تطاوله على الرياض.من هذا المنطلق، ان تحرك ومواقف السفير البخاري من وزارة الداخلية باتت في عهدة الوزير المولوي، الذي يتحرك بفعالية ويقوم بدور فاعل ضمن الإمكانات المتاحة، من دون اغفال وضع العهد والسلطة والحكومة في البلد، وحيث تحولوا الى أشلاء، بمعنى أن وزير الداخلية وكأنه يتحرك من منطلق شخصي، وأخذ الأمور على عاتقه لردع هؤلاء الذين يسيئون الى المملكة، ولكن السؤال الكبير يبقى، هل عدنا الى نقطة الصفر والمربع الأول؟ وهل ستقدم الدولة اللبنانية على حماية المملكة واتخاذ الإجراءات المطلوبة؟ وفي حال لم تفعل ذلك فإن العلاقات اللبنانية – السعودية مع دول مجلس التعاون الخليجي ستبقى في مهب الريح، ومعرّضة للأخطار، وكل الاحتمالات واردة في هذا الإطار.
