بعد الهدنة الهشّة.. كارثة إنسانية في غزة مع 7 آلاف مفقود وجثامين تحت الانقاض

يحاول فلسطينيون بأيديهم العارية البحث عن جثامين أقربائهم الذين قتلوا في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بقطاع غزة خلال أيام الحرب، مستفيدين من هدنة إنسانية مؤقتة دخلت حيز التنفيذ الجمعة، وتستمر أربعة أيام قابلة للتمديد.
وانتشر مقطع فيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الصعوبات والتحديات التي يواجهها أهالي قطاع غزة في استخراج جثامين أقربائهم. وأظهر مقطع فيديو، نقلته وسائل إعلام فلسطينية انهيار مبنى بالكامل على من بداخله، خلّف عالقين يحتاجون إلى معدات ثقيلة لإخراجهم.
وتعكس تلك الحوادث الصعوبات التي تواجه فرق الدفاع المدني الذين هم في أمسّ الحاجة إلى معدات ثقيلة لإخراج جثامين قتلى فلسطينيين في قصف إسرائيلي. والمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن "إجمالي المفقودين وصل نحو 7 آلاف شخص”، موجودين إما "تحت الأنقاض أو جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات".
وأوضح المركز أن "مصير المفقودين ما يزال مجهولاً، بينهم أكثر من 4 آلاف و700 طفل وامرأة". ويحاول الفلسطينيون الاستفادة من الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية للبحث عن جثامين أقربائهم الذين قتلوا بغارات إسرائيلية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، ومنازلهم.
من جهة أخرى، كشفت التهدئة الإنسانية عن فاجعة إنسانية ارتكبتها إسرائيل بقتل المدنيين أثناء نزوحهم عبر شارع بحر في مدينة غزة. وتم نشر صور على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر جثث الضحايا الذين قضوا في غارة إسرائيلية، وإلى جانبهم سيارة مدنية، على طول شارع الرشيد، غربي قطاع غزة.
ووفقًا للفيديو المنشور، يظهر أن الجيش الإسرائيلي استهدف تلك السيارة، مما أدى إلى مصرع مَن كانوا بداخلها. وقبل التهدئة الإنسانية لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول إلى منطقة بحر قطاع غزة، بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.
وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان شمال قطاع غزة، ومدينة غزة، إلى التوجه للمناطق الجنوبية للقطاع. وأعلن المتحدث باسم وزارة صحة غزة أشرف القدرة إخلاء مستشفى الإندونيسي بالكامل والعمل على إخلاء بقية الجرحى من مجمع الشفاء الطبي.
وقال القدرة إن "المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة غير كافية وهي أقل بكثير مما كان يدخل سابقا". وحذر من أن "الوضع الصحي في قطاع غزة سيء جدا وكارثي للغاية ومنهار ولا توجد أيّ مقومات صحية".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عدم وجود معلومات لديها عن مصير مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبوسلمية، الذي اعتقلته الثلاثاء الماضي. وقالت المنظمة إن "أبوسليمة اعتقل، في 22 تشرين الثاني، مع 5 آخرين من العاملين في المجال الصحي، أثناء مشاركتهم في مهمة قادتها الأمم المتحدة لإجلاء مرضى”.
وأضافت "في يوم 22 تشرين الثاني، وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، شاركت منظمة الصحة العالمية في بعثة أخرى مشتركة للأمم المتحدة لنقل 151 من المرضى وذويهم والعاملين الصحيين المرافقين لهم من مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة".
وتابعت "خلال هذه البعثة، نقل الفريق 73 مريضًا مصابًا باعتلالات أو إصابات خطيرة، ونُقل المرضى في 14 سيارة إسعاف وفّرتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وزودتها بطواقمها، بالإضافة إلى حافلتيْن، ورافق المرضى 8 عاملين صحيين و70 فردًا من أفراد أسرهم".
وفي اليوم الثاني للهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة شهدت أسواق القطاع توافد الآلاف من الفلسطينيين لشراء احتياجاتهم الأساسية، بعد رحلة نزوح شاقة جنوبا نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمرة على شمال القطاع.
وأُرغم الآلاف من الفلسطينيين على النزوح جنوبا من شمال قطاع غزة، دون توفر مقومات الحياة الأساسية، ما فاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها منذ بداية الحرب في 7 تشرين الاول الماضي.
وتمكن المزارعون الفلسطينيون من قطف بعض الخضروات من أراضيهم التي لم يكونوا قادرين على الوصول إليها بسبب الحرب على غزة. كما تمكنت المحال التجارية من فتح أبوابها لبيع ما بداخلها من سلع، وتخفيف المعاناة على سكان غزة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: