لا صوت يعلو على صوت المساعي الجارية بقوة من أجل الوصول إلى تسوية شاملة لحل المعضلة الرئاسية والملف اللبناني بشكل عام، ولا سيما بعد قمّة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لذلك بات جلياً أنّ الرياض لاعب أساسي على الساحة اللبنانية ولا يمكن تجاهل هذا الدور الذي يعزّز من الحلول المرتقبة للملف الرئاسي، فمن الإليزيه كان هناك حسم ورؤية ووضوح وصراحة تامة في ما آل إليه البحث حول الملف اللبناني والرئاسة تحديداً، وعليه إنّ ذلك سينسحب على زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى إيران وهي الزيارة الأولى بعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران، ما يعزّز التفاؤل بأنّ الملف اللبناني ذاهب إلى حلول، وتحديداً بعد لقاء الإليزيه بين ماكرون وبن سلمان وزيارة بن فرحان لإيران والدور المتوقّع الذي سيلعبه السفير السعودي وليد البخاري بعد عودته إلى بيروت، لا سيما أنّه كان حاضراً "ناضراً " في كل لقاءات باريس وفي الإليزيه تحديداً، سواء لناحية لقائه مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل أو اللقاء مع الموفد الفرنسي الجديد جان إيف لودريان، إلى مواكبته ومتابعته لقاء بن سلمان وماكرون. لذا فإنّ الأيام القليلة المقبلة مفصلية في لبنان على المستويات كافة، فما بعد لقاء الإليزيه ليس كما قبله.
