حدد "حزب الله" ملامح معركته الإنتخابية في عرينه في دائرة بعلبك-الهرمل واضعاً نصب عينيه استعادة ما خسره في انتخابات العام ٢٠١٨ والمقصود المقعدين الماروني والسنّي بإيصال مرشحَين حليفين له، أو على الأقل ضمان سقوط مرشّح "القوات اللبنانية" في ما يعتبره الحزب توجيه ضربة للقوات ردّاً على أحداث الطيونة-عين الرمانة. ولكن حدث ما لم يكن في حسبان "حزب الله" بما يمكن تسميته انتفاضة عشائر بعلبك-الهرمل إنمائياً في وجه الثنائي الشيعي مع التشديد على وحدة النهج المقاوم الذي تعتبر العشائر أنها من أولياء الدم في هذا المضمار، إنما بات الظروف فوق كل احتمال ليعلو أنين البرد والجوع والإهمال أعلى من صوت المعركة مقابل لامبالاة نواب المنطقة بشؤونهم كما يقول مصدر مشارك بانتفاضة العشائر. وأكد المصدر نفسه بأن العشائر ستخوض الإنتخابات بلائحة مستقلة عن لائحة الثنائي الشيعي وفي مواجهة لائحة القوات اللبنانية وحلفائها تحت سقف المقاومة ولكن فوق سقف الحرمان معتبراً أن أي خرق تحققه لائحة العشائر لن يكون خسارة لمحور المقاومة ولكن آن الأوان لبعلبك-الهرمل أن يكون لها نوابها وإنماءها. "القوات اللبنانية" من ناحيتها نجحت في معالجة تداعيات أحداث عين الرمانة التي حاول "حزب الله" استثمارها لإعادة خلق موجة عدائية تجاه القوات وشيطنتها في البيئة الشيعية بعدما تبيّن للحزب حدوث خرق جدّي أحدثته القوات في البيئات غير المسيحية وامتداداً إلى البيئة الشيعية تحديداً وهذا ما شكّل نقزة لدى "حزب الله" وهذا ما يفسّر الضغط الكبير الذي يمارسه على القضاء لمنع إطلاق موقوفي عين الرمانة بعدما تأكد داخل بيئة "حزب الله" أن هؤلاء كانوا في وضعية الدفاع عن النفس، وهنا نذكر أن الكلام التهويلي عن عمليات الثأر صدر عن مسؤولين في الحزب حصراً. وليس بعيداً عن هذا الواقع، تشير معلومات مؤكدة أن اللائحة التي تضمّ القوات في دائرة بعلبك-الهرمل ستشهد مفاجآت وتحالفات جدية يُنتظَر أن تتبلور قريباً والأهم أن التحالف ينطلق من إطار سياسي يتناغم مع خطاب القوات الداعي لقيام الدولة الفعلية التي لا شريك لها. هذه التحديات في عقر دائرة "حزب الله" جعلته يضرب الأخماس بالأسداس تحسباً للتغيير الجذري في مزاج بيئته لأسباب معلومة كثيرة لا مجال لذكرها الآن ولكن من الثابت أن رسالة بعلبك-الهرمل تحمل عنوان "العودة إلى الجذور".
