بقلم جورج ابو صعب
ثمة امر هام يتوقف عنده المراقبون على هامش الوضع المتفجر في المنطقة، من غزة الى باكستان، الا وهو وضع مصر التي تبدو مستهدفة اسوة بالدول العربية الاخرى، كالسعودية والاردن والسودان، حيث تبيّن ان توتير الحوثيين لجبهة باب المندب وتصعيد اعمال القرصنة، والردود العسكرية الاميركية البريطانية مع الحلفاء في تحالف حراس الازدهار، ادت فيما ادت اليه الى ضرب قناة السويس، حيث توقف العمل بها بالتزامن مع ارتفاع تكاليف الشحن، وقد اصبح مضيق باب المندب يعطل العمل الخاص بقناة السويس، ما يؤكد حجم الضرر الايراني الذي تسببه ميليشياتها في المنطقة، والتي تضرب امن واستقرار واقتصاد الدول العربية، ناهيك عن محاصرة مصر مائياً، من خلال الملف الاشكالي حول سد النهضة والتوتر في العلاقات بين مصر والاميركيين، ومسألة توطين الفلسطينيين في سيناء، والضغوط الاقتصادية والسياسية التي تمارس على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما الى هنالك من ملفات ومسائل جيو سياسية ضاغطة .
والجدير ملاحظته ان الموانئ المتضررة من حرب الحوثيين لاسرائيل كما يقال، ليست اسرائيل بل موانئ الدول العربية من مصر الى السعودية والاردن، ما يعكس نيّة ايرانية خبيثة لطالما تحكمّت بنهج النظام الايراني، باستخدام شعارات القدس وفلسطين وغزة والمقاومة والممانعة، من اجل ضرب العرب وتحديداً السنّة في المنطقة، واستهداف امنهم واستقرارهم واقتصادهم وماليتها وغذاء شعوبهم، فيما إسرائيل لم تتأذى بشيء من الحوثي وصواريخه ومسيراته .
اللعبة باتت مكشوفة والنوايا الايرانية الحقيقية باتت مفضوحة، فايران تترك غزة تذبح منذ اكثر من مئة يوم، فيما تشغل اذرعتها في ضرب امن واستقرار المجتمعات والدول العربية .
مصر في عين الاستهداف وهي الى جانب اشقائها السعودية والاردن والسودان على البحر الاحمر، ضحايا حقيقة عداء نظام طهران للدول العربية والمكون السنّي في المنطقة تحديداً، وما غير ذلك سوى تخادم ايراني – اسرائيلي بالواسطة، وتفاهمات اميركية – ايرانية لا تزال الى الان تحت سقف التأديب والتوبيخ الساخن .