في إطار الحراك الذي يقوم به الصرح البطريركي، للإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية، وحل هذا الملف الذي يحمل في طياته تداعيات خطرة لا تحمد عقباها، اتت قمة البطاركة الكاثوليك والارثوذكس التي عُقدت في بكركي، لتدق ناقوس الخطر، عبر دعوة عاجلة لمجلس النواب لإنهاء الشغور الرئاسي ، المخالف لجوهر الدستور ومرتكزات السيادة، كما فوّض البطاركة الراعي للإجتماع مع مَن يراه مناسباً، بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين الى الصرح، وحثّهم على المبادرة سوياً مع النواب المسلمين لإنتخاب رئيس للجمهورية.
وفي هذا الاطار نقل النائب البطريركي العام السابق المطران بولس صيّاح الذي حضر القمة، خلال حديث لـ LebTalksبأنّ البطاركة يستشعرون الخوف على البلد كما كل المراجع الروحية والدينية، لذا اطلقوا هذه الصرخة، ونحن نقلنا هواجس الناس، والقينا الضوء على المصاعب والمآسي التي يعاني منها الشعب المقهور والمتألم، لذا نأمل ان يسارع النواب الى إنتخاب رئيس قريباً جداً، ويلبّوا النداء لانّ الوضع لم يعد يحتمل.
في غضون ذلك، كان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، اول الداعمين لإجراء حوار في بكركي، حين زار البطريرك الراعي ودعا الى حوار مسيحي للقيادات، لكن سرعان ما تلقى الرفض من قبلهم، وبعد دقائق من صدور بيان البطاركة، سارع باسيل وغرّد عبر تويتر كاتباً " ما صدر عن رؤساء الطوائف المسيحية يخط مساراً واعداً، ويفتح باب الحل للأزمة الرئاسية، على قاعدة الشراكة والتوازن الوطني".
هذا الموقف رأى فيه كثيرون لعبة سياسية من ألاعيب باسيل كما وصفوها، وهدفها تحميل فريق المعارضة كل العواقب، فيما الحقيقة مغايرة وواضحة كالشمس، لذا لم تعد هذه المسرحيات تنطلي على احد، بحسب ما اشارت مصادر الفريق المعارض لموقعنا،"لانّ الازمة الرئاسية ليست طائفية ، بل صراع بين فريقين متناقضين منقسمين لا يجمعهما أي شعار، هما الفريق المعارض السيادي الاصلاحي، والفريق الممانع الذي ينفذ اجندات خارجية، وبالتالي فالتجارب لا تشجّع".
وفي السياق لفت وزير سابق مقرّب من بكركي خلال حديث لـ LebTalks الى إستياء البطريرك الراعي من الخلافات المسيحية المتواصلة، واشار الى وجود عقبات يعرفها الجميع، تحول حتى اليوم دون دعوته النواب المسيحيين، وكان قبل ايام بصدد تشكيل لجنة من الكتل النيابية لدراسة الوضع، لكن عاد وألغى هذه الفكرة بعدما تأكد بأنّ التقارب مستبعد.
ورأى الوزير السابق ضرورة إنعقاد قمة مسيحية – اسلامية ، لانها تسارع في إنهاء الملف الرئاسي المأزوم، آملأ من الجميع التعاون من اجل إسترجاع الوطن، لانه يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية باتت في خطر كبير وعلى كل المستويات.
