لدى كل استحقاق هام ومصيري، نستعين بمواقف بكركي التي اُعطي مجد لبنان لها، وإنطلاقاً من هذه المقولة يحق لها اتخاذ القرار في كل الامور المصيرية، التي من شأنها المحافظة على لبنان ككيان ووجود، وتلك العبارة الشهيرة برزت في العام 1920، ولا تزال سارية المفعول وهي بالتأكيد باقية.ومع غياب اهل السلطة والسياسيين عن توّلي مسؤولياتهم في إنقاذ الوضع المأساوي، وإعطاء الحلول للازمات والانهيارات التي تتوالى على لبنان واللبنانيين، دخل البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط الانقاذ حاملاً صولجانه، ومطلقاً صرخاته اليومية علّها تصل الى مَن تخلوا عن القيام بدورهم، وتركوا شعبهم يتخبّط وحده، وسط كل هذه الكوارث التي يدفع وحده ثمنها يومياً.
وفي ظل الاستحقاق الانتخابي المرتقب، يكرّر البطريرك الراعي في كل عظاته، ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ويدعو الى المشاركة الكثيفة فيها، لانّ الهدف من الانتخابات خلق واقع جديد في البلد، ويحذر من وجود ” فذلكات ” لإرجائها، في حين انها تفسح المجال ليمارس الشعب حقه في المساءلة والمحاسبة، وبالتالي فهي ضمانة لإجراء الانتخابات الرئاسية.
ويشدّد الراعي على انّ اللبنانيين تواقون الى رؤية جيل سياسي جديد، يتمتع بمؤهلات القيادة، اذ لا إصلاح ولا تغيير ولا إنقاذ من خلال جماعة سياسية عبثت بالبلاد والعباد، منذ اكثر من ثلاثين سنة. معتبراً انّ الانتخابات اكانت نيابية او رئاسية، فهي ممّر رسمي لعودة لبنان الى دولة محترمة، مع امله بأن يكون محور البرامج الانتخابية حول المجتمع والاقتصاد، وحصر السلاح بالجيش، وتنفيذ القرارات الدولية، والمطالبة بالحياد وبمؤتمر دولي، لانّ الوضع الخطير يفرض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدمة.
إنطلاقاً من هنا دق الراعي ناقوس الخطر ليسمع الجميع، لكن وكالعادة جوبه بالرفض من قبل البعض، عبر انتقادات وتهويلات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى هؤلاء المعارضين لمواقفه، ان يعلموا بأنّ بكركي تنطلق من اسس شرعية، خصـوصاً ان موقعها في المعادلة اللبنانية كبير، ودورها يتجاوز البعد الديني الى البعد الوطني الاوسع.ووفقاً لما ينقل عنه المقرّبون، فإن البطريرك مستعد لمواجهة تحديات كبرى، في سبيل إنقاذ لبنان، وهو يردّد امام كل زواره” انتخبوا النخب، ومَن لديه ولاء للبنان فقط وليس للخارج”.