أنارت مؤسسة مخزومي شمعةً في ليل بيروت الطويل، مقدّمةً هبةً نوعية للحرس البلدي، تساهم في تعزيز قدرته على إدارة أمن العاصمة، ودعم عناصره الذين يواجهون التحديات بجهد وتفانٍ، في ظلّ ظروف هي الأصعب.
هذه المبادرة ليست يتيمة، إذ إنّ سلسلة من المشاريع التنموية باتت قيد التحضير، ستتولاها مؤسسة مخزومي ضمن خطة لتأهيل البنى التحتية المنهكة للعاصمة، من إنارة شوارع رئيسية إلى إصلاح شبكات الصرف والمجاري في مناطق حيوية، مما يشي ببداية نهوض حقيقي طال انتظاره.
بات المجلس البلدي الجديد، برئاسة المهندس إبراهيم زيدان، مؤهّلاً للانتقال ببيروت إلى مرحلة جديدة، بعدما بدأ العمل بروح الفريق، وبقلب واحد، واضعًا مصلحة العاصمة فوق كل اعتبار. هذا النهج الجديد يعبّد طريق الألف ميل نحو طيّ صفحة سابقة مثقلة بالإهمال والفساد، ويفتح الباب أمام مرحلة قائمة على تطبيق القانون، والإنتاجية، والمحاسبة.
لكنّ هذا المسار لم يخلُ من محاولات عرقلة وحملات مبرمجة طالت النائب فؤاد مخزومي، عرّاب هذا التوجّه الجديد، وهي حملات تعكس ذهنية ماضٍ يتشبّث به من اعتادوا المتاجرة بحقوق البيارتة وسمسرات البلدية.
يثبت النائب مخزومي أنه صاحب رؤية إنمائية صلبة، لا تهزّها العراضات، بل تهمّه مشاريع تحدث فرقًا فعليًّا في حياة الناس، وخطوات متتالية تعيد الثقة إلى مؤسسات العاصمة.
إنّ نجاح هذا المجلس سيكون الاختبار الأكبر الذي انتظرته بيروت طويلاً، والخطوات التالية بدأت تُرسم على طريق الأمل، لتكون بيروت الأجمل.