بعد انتهاء عملية ” ضم وفرز” الكتل البرلمانية عقب جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وهيئة المكتب، لا بد من الإشارة الى تفاصيل تغيير واضح المعالم في المشهد السياسي الذي أفرزته الإنتخابات النيابية العامة، منها تشكيل برلمان لا يشبه أي برلمان سابق مع دخول ” كتلة وازنة” منبثقة من القوى المعارضة مقابل كتل للأحزاب والقوى السياسية التقليدية.الصورة الراهنة تحمل الكثير من الضبابية مع الإنسداد السياسي المستدام الذي قد تصطدم به عملية تكليف وتأليف حكومة، بدءاً من اختيار إسم رئيس الحكومة المكلّف وصولاً الى شكلها وتصنيفها.
من الواضح أن الأمور لا تسير ضمن ” دينامية” متسارعة تواكب الإنهيار الشامل الذي تمر به البلاد، على الرغم من أن الأبواب فُتحت لتسويات سبقت حتى الإستشارات النيابية الملزمة التي لم يُحدد تاريخها بعد.السجال دائر حول portfolio رئيس الحكومة العتيد في بلد اعتاد اختبار فترات طويلة من تصريف الأعمال ومحاولات تشكيل الحكومات، وقد وصل هذا الفراغ في إحدى المرات الى سنتين ونصف السنة في حكومة الرئيس تمام سلام بفعل الشغور في رئاسة الجمهورية آنذاك.البلد لا يحتمل فترات فراغ طويلة في ظل أسوأ أزمة معيشية يمر بها وتلاشي مفاعيل خطة التعافي الموعودة، فهل يحتمل لبنان المزيد من الفراغات على مسافة خمسة أشهر من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية؟ وأي تأثير لسيناريو ” حكم الفراغ” وفق الصيغة اللبنانية الشهيرة ” لا غالب ولا مغلوب”؟