بو صعب والمهمة الشاقة بعد الراعي وبري وجنبلاط … بحثاً عن حوار" طرشان"!

165399771930610300

تحت عنوان "الحوار والبحث عن القواسم المشتركة"، يقوم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، بجولة على القيادات السياسية والكتل النيابية، للتوافق على إسم مرشح موحّد لرئاسة الجمهورية، ويخفي ذلك امام وسائل الاعلام، ويصرّح "هدفنا الحوار بين الاطراف السياسية"، فيما الحقيقة مغايرة لانّ كلمة حوار إستهلكت مراراً وتكراراً، ولم تصل في اي مرة الى غايتها، بسبب صعوبة تحقيق ذلك التفاهم البعيد عن اهل السياسة في لبنان عموماً.
وبعيداً عن الحوارات التي جرت منذ سنوات، حول طاولات مستديرة جمعت الاضداد، وإقتصرت على المصافحة وتبادل القبلات والتصوير امام وسائل الاعلام، من دون ان تصل الى مكان، بإستثناء القليل من بعض البنود التي بقيت صورية، ولم ينفذ شيء منها حتى اليوم.
وفي الفترة الزمنية غير البعيدة، نستذكر المحاولات المتكرّرة التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي، لجمع القيادات المسيحية في بكركي، حول طاولة حوار لإتخاذ الموقف الموحّد على إسم الرئيس، لكن النتيجة لم تكن ايجابية، فحوّل المهمة الشاقة والصعبة والتي باتت تقارب المستحيل، الى راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان بو نجم، الذي بدوره جال مرات عدة على رؤساء الاحزاب المسيحية لحل هذه المعضلة، والنتيجة هي هي، على الرغم من السعي لتحسين الصورة ، لكن الحقيقة ظهرت وبانت بقوة، لا حوار بين الاقطاب المسيحيين ولا اتفاق على مرشح واحد للرئاسة، لان الخلافات استراتيجية ولا مجال لتصغيرها الى تباين في وجهات النظر، فالقصة مستعصية.
كما قام رئيس الحزب " التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، مع بدء الفراغ الرئاسي الحالي بمحاولة، فجال على الخصوم والحلفاء معاً، تحت عنوان" مصلحة الوطن تقتضي"، وكان الرئيس نبيه بري من ابرز داعميه، لكن وكالعادة لا نتيجة مُرضية بل كلام امام الكاميرات بعيد عن ارض الواقع.
وعلى خط مبادرة عين التينة، عمل رئيس مجلس النواب لجلب الجميع الى دارته، فلم يتلق سوى تجاوب حلفائه، لانّ تاريخ الحوارات اللبنانية الفاشلة شاهد على ذلك ولا مجال للتبرير، لكن رئيس المجلس نفسه طويل ويريد المحاولة من جديد عبر نائبه، الذي أوفده منذ ايام لجسّ النبض من جديد، بصفته مقرّباً او على الاقل غير بعيد عن مجمل الافرقاء السياسيين في لبنان.
في النهاية، لن يصل بو صعب كمَن سبقه الى اي مكان، اذ لا تراجع من احد، لا فريق الممانعة سيتخلى عن دعم رئيس تيار "المردة "سليمان فرنجية، ولا فريق المعارضة سيتخلى عن دعم النائب ميشال معوض، او اي مرشح قد يتم التداول بإسمه لاحقاً.
الصورة تبدو وسط المتناحرين، وكأن الهدف منها تحقيق مقولة "غالب ومغلوب "، وهي الاصعب اذا إستمر الطرفان في العناد، وعدم التفاهم على رؤية انقاذية قبل فوات الاوان، وعندها على لبنان السلام…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: