أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، العائد من الدوحة، أن “لا مبادرة قطرية حتى اللحظة ولم تطرح أي اسماء عليهم خلال إستقبالها وفداً قواتياً بل تقوم بإستطلاع”، مؤكداً ان موقف “القوات اللبنانية” من اي مبادرة مرتبط بمضمونها وآلياتها”، ومشيراً الى أن “ثمة قلقاً دولياً من أن تتوسع الحرب في لبنان ويصبح هناك بدل المصيبة القائمة في غزة غزتين”.
وفي مقابلة عبر “الجديد”، أشار الى ان “الخماسية مهتمة بوضع لبنان كما انها متخوفة من إنعكاس وضع المنطقة المتفجّرة أكثر عليه”، مضيفاً: “لذا كل طرف فيها بالتناغم مع الآخرين يستطلع إمكانية إيجاد حلول. قطر مشكورة رغم إنشغالها بملفات كبيرة كغزة والسودان وليبيا حيث أنها تشكل مساحة لقاء بين المتصارعين إلا أنها تضع مجهوداً في سبيل لبنان وتستطلع مواقف الكتل النيابية لمعرفة مدى استعدادها للتجاوب مع مبادرة قطرية ما وأي منهجية يمكن أن تعتمد للبحث عن حل”.
تابع: “الخوف على لبنان موجود بالنسبة لما يحصل في المنطقة ونحن ضد طاولة الحوار للأخير وليسمح لنا الرئيس نبيه بري فأي نص في الدستور يسمح له بترؤس أي حوار وأن يكون “العراب”. من يأخذ البلد رهينة من خلال الاطاحة بالآليات الدستورية يجب ألا يكافأ عبر الانصياع للابتزاز الذي يمارسه. أي بلد يمرّ بضبابية سياسية أو لديه حالة سياسية ملتبسة يجب أن يلجأ حكماً للدستور لا أن يلجأ الى مبادرات وآليات لا تحترم الدستور. نحن رأس حربة في المواجهة والرئيس بري يغطي التعطيل وتسكير المرفق العام. لن نستسلم ولن نخضع للابتزاز لإيصال مرشح الثنائي سليمان فرنجية بل متمسكون بتطبيق الدستور وليفز من يحصد الأكثرية النيابية”.
ردّاً عن سؤال بشأن الاتهامات التي تطلق بحق “القوات” بأنها لم تستفد من تجارب الماضي، أجاب: “منذ أن وجدنا عام ١٩٧٥ ونحن متهمون ولكن الاتهام الوحيد الذي لا نسمح به هو التفريط بالمصلحة الوطنية العليا. لأننا إستفدنا من تجارب الماضي لن نغير موقفنا اليوم ولن نستسلم أمام التهويل وندخل في تسويات. في الماضي قالوا لنا لن نستطيعون التصدي للفلسطيني ثم للسوري ونجحنا”.
أضاف: “لن نركع أمام كل من يحمل “كلاشنكوف” ولن نرضى أن يملي علينا “حزب الله” إملاءاته. نحن شركاء في هذا الوطن والموارنة صنعوا لبنان الكبير و”أوعا يعاملونا كضيوف بالبلد”. الحل يبدأ بتطبيق الدستور والقوانين ونحن لن نستسلم لأن ذلك يشكّل قضاء على الهوية اللبنانية والكيان. الموارنة هم الوحيدون الذين لم يدفعوا الجزية في زمن الحكم العثماني او ما قبله. المسيحيون لا يهابون الصعاب والتحديات. نحن لا نفرض المواجهة ولا نخاف من المواجهة أصلاً”.
بو عاصي أكد أنه “حتى لو تخلى جميع الاطراف عن لبنان لن نتخلى عنه”، مضيفاً: “لكن إن كان الامر اما يكون لبنان على حساب المسيحيين أو لا يكون، “فبلا ما يكون”. نحن اردنا لبنان لنحفظ دور ووجود المسيحيين كما باقي المكونات”.
رداً عن سؤال، أشار الى ان “الفدرالية ليست مرضاً معيباً بل وسيلة حكم مطبقة في دول عدة في العالم. إن كانت الفدرالية حلاً للمشكلة فلا مشكلة. لكن الفدرالية ليست حلاً سحرياً. هل تحل الفدرالية سلاح “الحزب” والتهريب عبر المعابر؟ غالبية مشاكلنا مركزية وليست لا مركزية وهذا لا يعني انني ضد اللا مركزية. في عمق تفكير المسيحيين، أصبح لديهم علامات استفهام عن طبيعة ودور الكيان اللبناني وليس الدولة، فلينتبه الجميع. حين يطرح المسيحيون الفدرالية يهدفون الى أبعد من ذلك بسبب ممارسات “حزب الله” وأمل وحلفائهم وفوقية السلاح والفساد. لذا أنا أدق ناقوس الخطر وأدعو الجميع للإنتباه”.
بو عاصي الذي رفض إتهام “القوات” بأنها تنتظر عند ضفة النهر لتمر جثة خصمها أي “حزب الله” مؤكداً ان تاريخها يثبت أن هذا الامر ليس بنهج لها، مضيفاً: “إن إستمر حزب الله في مقاربته الانتحارية فهو من يقود البلد الى الخراب. عند أي محطة استراتيجية، يتم ضم حزب الله فوراً للحرس الثوري الايراني ويفقد اي إستقلالية. أنا لست معنياً بأي صراع إيراني – إسرائيلي، وإن أرادت طهران ان تقاتل تل أبيب فلتقاتل بجيشها وشعبها ومقاومتها”.
ختم بو عاصي: “لمن يردّدون مقولة القوات اللبنانية صهاينة، “يروحوا يكنسوا قدام بيتهم”. بعيداً عن أي شماتة، لكن الجميع يشاهد أين يتم توقيف العملاء وفي أي بيئة وكيف تتم عمليات اغتيال عناصر “حزب الله”. في حال توسعت الحرب نحن حكماً لن ننقض على “الحزب” ولكن سنكرّر سيناريو العام 2006 ونقول له: الى اين تأخذ البلد؟ الى اين تأخذ ناسك؟ وماذا عن اليوم التالي للحرب؟”.