إفتتحت وزارة الشؤون الاجتماعية "بيت المحترف اللبناني" في عين المريسة في بيروت بعد ترميمه، في إحتفال اقيم برعاية وزيرة الشؤون حنين السيد وحضورها وعدد من الوزراء والنواب وعقيلة رئيس الحكومة سحر بعاصيري سلام وشخصيات رسمية ووطنية وثقافية ومجموعة من الحرفيين اللبنانيين.
وبحسب بيان لوزارة الشؤون، "جاء هذا الحدث تتويجا لجهود الوزارة في الحفاظ على التراث اللبناني وتعزيز دور الحرف اليدوية كجزء أساسي من الهوية الوطنية، وكقطاع منتج قادر على المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويأتي إطلاق بيت المحترف اللبناني كترجمة حية لرؤية وزارة الشؤون الاجتماعية في تعزيز الثقافة المنتجة والحفاظ على التراث، وتمكين الحرفيين خاصة النساء منهم. فهو بيت للحرف والمهارات، ومنصة للعرض والتدريب والتبادل الثقافي، ومساحة تعيد وصل لبنان بالعالم من خلال فنه وصناعته اليدوية. وقد شارك في الاحتفال أعضاء اللجنة الجديدة لـ"بيت المحترف اللبناني" وممثلون عن الهيئات الرسمية والدولية في حضور عكس التزاما وطنيا مشتركا بإحياء الحرف اللبنانية ودعم الحرفيين في مختلف المناطق".
اضاف: "تأسس بيت المحترف اللبناني عام ١٩٦٣ كمكان مخصص لعرض أعمال الحرفيين اللبنانيين من القرى والبلدات كافة، وجمع أعمالهم في قلب العاصمة. إفتتح أول معرض عام ١٩٦٨ في عين المريسة، في مبنى هندسي مميز صممه المعماريون اللبنانيون جاك عراقتنجي وبيار نعمة، وجوزيف نصار بالتعاون مع المعماري الفرنسي جان-نويل كونان. شكل المبنى بتصميمه الزجاجي المقوس نموذجا فريدا يجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الحرفة اللبنانية والطابع العصري لبيروت في حقبة ازدهارها. مر بيت المحترف، كما لبنان، بمراحل صعود وإنكسار. فبعد أن كان منارة للحرفة والإبداع، أحرق خلال الحرب الأهلية وأغلق لسنوات طويلة، إلى أن أعيد إفتتاحه عام ٢٠٠٠ تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، كمركز يحتضن مئات الحرفيين من مختلف المناطق اللبنانية. واليوم، يعود البيت إلى الحياة بمعرض للحرف بعنوان "عبر الزمن - Across Time" ليؤكد أن الإبداع اللبناني لا يموت، بل يتجدد مع كل جيل يحمل شغف الحرفة ومسؤولية الحفاظ عليها. وعينت الوزيرة حنين السيد لجنة جديدة لإدارة "بيت المحترف اللبناني" تضم: دانية حفار بزي (الرئيسة)، سامر الأمين (نائب الرئيس)، فادي حداد، هدى بارودي، جمانه رزق يرق، ندى دبس، باتريسيا البيطار شرفان، وراغدة غندور".
وفي كلمتها خلال الاحتفال، شددت السيد على أن "عودة بيت المحترف إلى الحياة هي أكثر من حدث رمزي؛ إنها إعلان عن إصرار لبنان على النهوض من جديد. فكما صمد هذا البيت أمام تقلبات الزمن، كذلك لبنان الذي لا يفقد قدرته على الإبداع مهما اشتدت الأزمات. وها هو البيت، بواجهاته الزجاجية المطلة على البحر، يعكس وجها للبنان ما زال قادرا أن يصنع، أن يبدع وأن يحلم".
ولفتت الى ان "هذا المشروع قريب جدا إلى قلبي، لأنه يجسد جوهر وزارة الشؤون الاجتماعية التي لا تعنى فقط بدعم الفئات الأكثر هشاشة، بل أيضا بحماية التراث الحي وتعزيز الحرف كجزء من هويتنا الثقافية والاجتماعية. فالحرفي اللبناني هو روح هذا الوطن، هو من يثبت يوما بعد يوم أن الإبداع لا يموت، وأن الأيدي التي تصنع الجمال قادرة أيضا أن تبني الأمل".
وشكرت السيد "لجنة بيت المحترف اللبناني على التزامها وجهودها الاستثنائية في إعادة هذا الصرح الثقافي إلى الحياة"، مشيدة بـ"الأعضاء الذين قدموا من وقتهم وخبرتهم ومواردهم لإنجاح هذا المشروع الوطني"، مثنية على "الشركاء والداعمين الذين أسهموا في جعل هذا الافتتاح ممكنا".
وختمت مؤكدة ان "بيت المحترف ليس فقط بيت الحرف، بل هو بيت لبنان، بيت الإبداع الذي يجمعنا ويحفظ هويتنا ويعيد وصل ما انقطع بين الحرفة والإنسان وبين الفن والحياة".