بعد إنعقاد الجلسة الثانية للحكومة بدا رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل هادئاً، ولم يطلق نيرانه السياسية في كل الاتجاهات كما تجري العادة، اذ لم تعد مخططات رئيس "التيار" فاعلة وناجحة كما كانت في السابق، لانها إتجهت نحو الاخفاقات التي لم تترك له صاحباً في السياسة، بعد ان أتقن فناً جديداً فيها، من خلال قصفه جبهات عديدة من دون ان يوّفر احداً من سهامه المبطّنة، ضارباً الجميع بحجر واحد، وواضعاً إياهم في رزمة ضمن اطار تكتيكي.
سؤال لطالما تردّد في الاوساط السياسية، لماذا يجلب باسيل لنفسه كل تلك العداوات وردود الفعل ضده؟، مما يجعل مقولة "ما إلو صاحب" تنطبق عليه بواقعية وجدارة، بإستثناء انه أبقى واحداً في آخر المطاف للمصالح الخاصة، لكنه ذهب ايضاً مع الريح وبات ضمن خصوم باسيل، بإستثناء ذلك الغزل الذي كان وما زال رئيس "التيار" يوجهّه الى الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، واصفاً إياه بالصديق، حتى انه في احدى المرّات طلب رأيه كحكم سياسي، الامر الذي إستفز البعض، لكن باسيل لا يأبه الى كل هؤلاء حين تكون المصالح الخاصة "في الدق".
هذا الهدوء الذي تميّز به باسيل الاسبوع الماضي، برز بعد الطلب من نوابه ومسؤولي "التيار" عدم الرد على مشاركة حزب الله في الجلسة، كذلك الامر من المناصرين العونيين عدم إشعال وسائل التواصل الاجتماعي، يرتد الى ضرورة إعادة الحزب الى أحضان "التيار الوطني الحر"، بعد وساطات قام بها مقرّبون وسعاة خير بين البرتقالي والاصفر، ما ادى الى إتصال لتحديد زيارة الى المعقل البرتقالي في ميرنا الشالوحي بعد ظهر اليومن على ان تبدأ الزيارة بالعتاب ولن تنتهي بإيجابية لافتة، لانّ الجرّة السياسية المكسورة محتاجة الى ترميم صعب، مع تقريب المسافات الشاسعة التي أبعدت الطرفين في الفترة الاخيرة، إضافة الى محاولة كسر الجليد وبحث كل الملفات العالقة بعيداً عن الصخب والضجيج، خصوصاً الاستحقاق الرئاسي الذي سيبقى عالقاً الى حين إبعاد الدعم الرئاسي عن رئيس تيار "المردة "سليمان فرنجية ، وهذا هو شرط باسيل الاول فيما سيبقى الحزب متمسّكاَ بالحليف الزغرتاوي، لانه لا يطعن ظهر المقاومة كما يقول نصرالله، الامر الذي لا يبشّر الفريقين بالخير ،لانّ باسيل لا يمكنه التذاكي على الحزب وهو يعرف ذلك، لذلك لا يبدو الرهان رابحاً، بل يحتاج الى الكثير الكثير لعودة المياه الى مجاريها، وإزالة تلك الراكدة منذ فترة.
