بوفاة المهندس الشاب رامي سعيد فواز في التاسع عشر من نيسان الجاري، زاد حاملو الصور المزنرة بالشرائط السود وبالغضب والعتب على دولة يتحكّم بكل مفاصلها أصحاب الضمائر الميتة والعفنة.
المهندس الشاب كان قد أُصيب في إنفجار الرابع من آب عندما سقط لوح من الزجاج فوق رأسه أدى الى إصابته بجروح بليغة، نُقل على أثرها الى المستشفى حيث أُجريت له عملية جراحية على عجالة.
"رامي تعافى بشكل تام من جروح الرأس، لكنه أُصيب منذ نحو شهرين تقريباً بداء السرطان الخبيث وخسر معركته معه"، على ما يقول مصدر مقرّب من العائلة لموقع "lebTalks"، ما يعني أنه، على عكس ما تم التداول به عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، فإن سبب وفاة رامي ليس الإصابة من جراء إنفجار المرفأ إنما المرض الخبيث، لكن هذا لا يعني على الإطلاق رفع المسؤولية عن حكّام ظاهرين ومستترين يحاولون بشتى الوسائل تغييب الحقيقة والتملّص من المسؤولية الجزائية عن وقوع الإنفجار- الكارثة، لأن رامي وعلى مدى سنة وتسعة أشهر من وقوع الإنفجار، كان مع وجعه وعذاباته، شاهد عيان على تلكؤ الدولة في تحمّل مسؤولياتها تجاهه وتجاه الشهداء ال٢١٨،لبنانيين وأجانب، وتجاه المعوقين والجرحى بالآلاف، عدا عن مدار ثلث العاصمة.حين هَوَت بيروت في يوم من أيام آب المشؤوم، هَوَت العدالة في فجوة عميقة، ومعها بلد كان في يوم ليس ببعيد أرض الشرائع والقوانين والحقوق.