في الذكرى السنوية الثانية لإنفجار مرفأ بيروت، وبعد تذكّر المشهدية الكاملة عن كل الدمار وكل الأرواح التي فقدناها جميعاً، تبقى ليليان شعيتو، صاحبة القصة التي لا تشبه قصص الحرمان والوجع الذي يتعرّض له الكثيرون من جراء هذا الإنفجار، فقد دخلت شعيتو المستشفى منذ لحظة حصول إنفجار المرفأ، وعند استيقاظها من الغيبوبة أرادت ليليان كأي أم، أن ترى إبنها بعد فراق دام طويلاً، إلا أن زوجها يحرمها من رؤية طفلها الوحيد، فما كان على أهلها الا أن أحضروا لها دمية لتعويضها عن فراق إبنها!
نعم، دمية بدلاً من إبنها الوحيد، فليليان التي كانت قريبة من المرفأ لحظة وقوع الانفجار لشراء هدية لزوجها، هو نفسه يحرمها اليوم من رؤية إبنها الوحيد ولو للمحة. ليليان اليوم لا تحرك سوى يدها وترمش بعينيها، وعلاجها صعب في ظل الأزمة الاقتصادية، ليس ذلك فقط بل وفي ظل حجز زوجها للباسبور الخاص بها، هو “الرجل” الذي لا يقف في وجهه لا دولة ولا قانون، هي الحالة “الذكورية” التي تستقوي بوقاحة وبلا رحمة على مريضة لا تقوى حتى على تحريك يديها الإثنتين، هي الحقارة التي لا حلاً منطقياً معها في ظل غياب حقوق المرأة خصوصاً الضعيفة والمحرومة!
ليليان اليوم ضحية إنفجار مرفأ بيروت، وهي تمثّل معاناة شعب بأكمله نفسياً وجسدياً، كما أنها ضحية ذكورية مقيتة لا نزال حتى اليوم نناضل لإيقاف تماديها وإحقاق الحق لكل صوت مخنوق كصوت ليليان!
