الكثير من الأزمات والمشاكل يعاني منها اللبنانيون تدفعهم إلى الهروب بكافة الطرق والوسائل، فعدم قدرتهم على تأمين أبسط مقومات العيش بات أمرا غير مريح للكثير من العائلات خصوصا تلك التي كانت تُعتَبَر من الطبقة الوسطى بعد انعدامها نوعا ما، إضافة إلى أن الأوضاع ما قبل الأزمة الحالية ليست بأفضل من هذه التي نمر بها اليوم وكان أيضا تشكل عبئا ولو بنسبة أقل من أعباء اليوم، وفي السياق نشرت الدولية للمعلومات إحصائيات جديدة تُظهر أعداد المهاجرين من لبنان في الفترة ما بين عام 1992 و عام 2022 ، إذ أن “عدد المهاجرين والمغادرين من لبنان منذ بداية العام 2022 وحتّى منتصف شهر تشرين الأوّل 2022 وصل إلى 42,199 شخصاً مقارنة بـ 65,172 شخصاً للفترة عينها من العام 2021″، وقد يعود انخفاض العدد إلى عدم القدرة على الحصول على جوازات السفر وسط الأزمة الحالية في هذه الملف.
و أيضا تظهر إحصاءات الدولية للمعلومات أن “مجموع المهاجرين والمغادرين في الفترة ما بين 1992- 2022، حتّى منتصف شهر تشرين الأوّل، وصل إلى 815,410 شخص، أي بمتوسّط سنويّ 27,180 شخصاً، وتبيّن أنّ منهم 257,852 خلال الأعوام 2017- 2022، أمّا العدد الأكبر سنويّاً خلال هذه الفترة فكان في العام 2021، إذ بلغ 79,134، يليه 67,884 شخصاً في العام 2011، وكان لافتاً أنّ نحو 100 ألف شخصٍ غادروا خلال الأعوام الثلاثة 1992-1994 الّتي تلت انتهاء الحرب، وكذلك سجّل العدد ارتفاعاً، ووصل إلى 205,237 شخصاً في الأعوام 2011- 2015″، وتضيف الإحصاءات إلى أن العامين 2005- 2006، الذين شهدا اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز إضافة إلى حرب تموز، “قد بلغ العدد فيهما 45 ألفاً، أي أنّه لم يكن مرتفعاً قياساً بالظروف العسكريّة التي شهدها لبنان، في حين وجدنا الارتفاع في السنوات المستقرّة أمنيّاً والمتراجعة اقتصاديّاً واجتماعيّاً، لذا يمكننا التأكيد أنّ السبب الأساسيّ للهجرة هو السبب الاقتصاديّ والحياتيّ”.
