لا تزال قضية الكبتاغون المصدر الى السعودية تفرض نفسها على الساحة الداخلية اللبنانية في ضوء التطورات الدراماتيكية التي يشهدها هذا الملف وانعكاسه السلبي على الملفقين الاقتصادي والاجتماعي . وشكل الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون خطوة اولى في إطار وضع هذا الموضوع في إطاره الصحيح.
وفيما كان الجميع منشغلاً بهذا الملف، برزت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المفاجأة أمس الى بعبدا حيث جرى عرض لآخر التطورات على الساحة الداخلية، بما فيها الموضوع الحكومي، حيث لم يبرز أي جديد بعد التصعيد بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. ولفتت مصادر “البناء” الى أن “تأليف الحكومة بات معلقاً بالمفاوضات الاقليمية الدولية وبأكثر من استحقاق في المنطقة فصلاً عن ان العلاقة بين عون والحريري بلغت أسوأ حالاتها منذ التسوية الرئاسية». فيما علمت “البناء” أن “المفاوضات الحكومية مجمدة في ظل وجود الرئيس المكلّف في الإمارات” وتوقعت المصادر أن يستمر الفراغ الحكومي لأشهر عدة ولا مؤشرات تعاكس ذلك ما سيدفع البلد الى تفاقم للأزمات الحياتية والاقتصادية في ظل الخلاف بين الحكومة والمجلس النيابي حيال مسألة رفع الدعم المتوقع أن يحصل بعد شهر رمضان”.
وأكدت مصادر اجتماع بعبدا ان الثغرة الامنية التي ادت الى وقف التصدير الى المملكة السعودية جراء شحنة الرمان التي تحتوي مخدرات ناتجة عن عدم وجود سكانر على المعابر الحدودية، وأن علامة استفهام طرحت حول هوية الشركة صاحبة شحنة الرمان الى المملكة وتبيّن أنها شركة وهمية وان البضاعة المهربة اتت من سوريا إلى البقاع حيث مكثت أسبوعا قبل ان تنقل بشاحنات مبردة إلى مرفأ بيروت ثم وضعت في حاويات مبردة قبل ان تشحن إلى المملكة السعودية.
وقد طرح المجتمعون أسئلة كثيرة حول عدم اكتشاف كمية الحبوب المخدرة وغياب السكانر في مرفأ بيروت حيث يتمّ تفتيش البضاعة يدويا وبسبب الضيقة التي يعانيها اللبنانيون لاسيما المزارعون والتجار يتم العمل على تسهيل الصادرات الزراعية .
وكشفت المصادر أن تحقيقات تجري مع سائقي الشاحنات لكنهم غير متهمين وتتركز التحقيقات عمن كلفهم بعملهم ، وتتم ملاحقة بعض الخيوط والتدقيق بها لمعرفة ما إذا كانت هناك شبكة وراء ما حصل وامكان وجود امتدادات لها .
وعلم أن رئيس الجمهورية أبدى استياء من عدم تركيب أجهزة السكانر على الرغم من وجود قرار بتركيب 21 جهازا من العام 2020.
وأوضحت مصادر مواكبة للاجتماع لـ”نداء الوطن” أنّ “أجواء الارتباك خيمت عليه بحيث حاول رئيس الجمهورية ميشال عون إعطاء موضوع تهريب المخدرات إلى السعودية “أبعاداً تقنية من خلال إلقائه اللوم على عدم وجود “سكانر” لمراقبة البضائع مقابل التعمية على الفلتان الحاصل عند المعابر الشرعية وغير الشرعية لصالح جهات مافيوية تنشط بين لبنان وسوريا وعمدت إلى تحويل الأراضي والموانئ اللبنانية مقراً وممراً لنشاطها غير الشرعي”.