شكك كثيرون في الدور المحوري الذي تلعبه القوات اللبنانية في ملف الاستحقاق الرئاسي، سواء في التلميح الى المناورة في مسألة ترشيح النائب ميشال معوض، أو في الايحاء بأنها خسرت دورها لمجرد عدم طرح اسم الدكتور سمير جعجع كمرشح رسمي،
أو ما جرت الاشارة اليه خبثاً، من عدم تجاوبها مع دعوة بكركي للحوار.
أمام تتالي المواقف أخيرا، وارتباك معظم الأفرقاء بانتظار إمّا ان يحسم حزب الله موقفه باعلان مرشحه لتجري اللعبة الديمقراطية داخل صندوق الاقتراع، وإمّا
حصول تسوية خارجية صارت حاجة للفريق الممانع للخروج من تخبطه،
في مقابل كل ذلك، بدت القوات الوحيدة المتناغمة مع طروحاتها البمدأية، وعلى رأسها لبننة الاستحقاق وعدم الخروج عن دستوريته.
من هنا يمكن فهمُ وتقديرُ نسفِ القوات، بالحق ولوحدها، للحوار الذي طُرح كبديل لانعقاد جلسات الانتخاب في البرلمان.
ويكتسب "انتصار" القوات هنا أهمية بالغة كونها ربحت بالنقاط المبدأية والسياسية، فسقط الحوار وقد يجري تبني اقتراحها باجراء حوارات جانبية، بالتوازي مع الانعقاد الدائم لمجلس النواب، تطبيقا للدستور، دون القبول باللجؤ الى معالجة الملف الرئاسي على طريقة: ابو ملحم وبَوس اللحى.
مصير الوطن على المحك، والقوات تراهن على الخط الصحيح.
