اجتمعت كتلة تجدد في مقرها في سن الفيل وأصدرت البيان الآتي:
على وقع المخاطر الجمة التي تنبئ بتعرض لبنان لخطر توسع الحرب والقتل والدمار، والتي طالما حذرنا منها باسم أغلبية وازنة من اللبنانيين، ترفض إقحام لبنان من دون سواه في حرب الآخرين على أرضه، تؤكد الكتلة الآتي:
أولاً: لبنان ليس بحاجة إلى شهادة حسن سلوك بدعمه المستمر لقضية الشعب الفلسطيني، فهو كان ولا يزال إلى جانب قضية هذا الشعب، الذي تربطنا به أواصر الاخوة والصداقة، وتالياً لبنان جزء من الإجماع العربي الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، انطلاقاً من قمة بيروت التي أقرت حل الدولتين، والأثمان التي دفعها من أجل هذه القضية هي الجواب الدائم على المتاجرين بها، الذين ينفذون أجندة إقليمية مكشوفة على حساب الشعبين اللبناني والفلسطيني وأمنهما وكرامتهما.
ثانياً: أتى الموقف الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي قال أن إيران وسوريا غير ملزمتين بالمشاركة في الحرب ليكشف بوضوح أن لبنان يستعمل وحيداً بدم أبنائه وأرزاقهم ولقمة عيشهم كورقة تفاوضية، في حين يقع عليه وحيداً أيضاً عبء دفع الضريبة الأغلى. فكيف يقبل أصحاب معادلة وحدة الساحات أن يكون لبنان وحده ساحة للصراع، في حين يستعمله الآخرون كورقة لتعزيز نفوذهم الإقليمي. أليس ذلك نسفاً للمصلحة الوطنية اللبنانية وتبعية عمياء لمشروع الممانعة الذي لايمت بصلة إلى لبنان الوطن والدولة السيدة المستقلة؟
ثالثاً: نستغرب وندين المواقف المخجلة التي تصدر عن الحكومة على لسان رئيسها أو وزير خارجيتها أو غيرهما من الوزراء الذين باتوا للأسف يلعبون دور الناطق الرسمي لحزب الله بدل ان يمثلوا مصالح لبنان العليا وشعبه. ونحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن الاستقالة الطوعية من الدور والمسؤولية والواجب الوطني، ولميقاتي نقول: ليس دور رئيس الحكومة أن يكون ساعي بريد، فالحكومة في غياب رئيس الجمهورية هي السلطة التنفيذية، والمسؤولة عن حماية لبنان، وفي الأوقات الصعبة يختبر معدن الذين يتولون المسؤولية.
رابعاً: الأضرار التي لحقت باللبنانيين بشراً وحجراً، جراء فتح جبهة المساندة تملي علينا المناشدة بتعويض الأضرار التي أصابت القطاع الاقتصادي والمؤسسات السياحية في كل لبنان، ونتوجه لأهلنا الذين نزحوا من مناطق القتال في الجنوب بالتضامن، وندعو جميع اللبنانيين لاحتضانهم كما ندعو الحكومة لتحمل المسؤولية والمساعدة باحتواء الأزمة الناتجة عن هذا النزوح، ونسأل الله السلامة لجميع اللبنانيين ونعاهدهم العمل المستمر لاستعادة الدولة القادرة على استرداد السيادة واستعادة الحقوق وتحقيق الاستقرار والامان للجميع.