ميقاتي: بلينكن أبلغني بسعيهم لوقف النار وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية
تحدّث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في ختام جلسة قبل ظهر، اليوم الجمعة، في السراي الحكومي، فقال: “تلقيت اتصالا من وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن، يصب في اطار التنسيق الحاصل والسعي الجدي لوقف اطلاق النار، ووجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنهم يسعون بكل جهد لاتمام وقف اطلاق النار”.
واكّد أنّ “هذا كان مطلبي، وعلى الاقل وقف قصف المدنيين وهذه الاضرار الحاصلة على المدنيين. وكمثال على ذلك ما حصل بالامس حيث سقط اثنان وعشرون شهيدا وعشرات الجرحى من المدنيين. هذا الموضوع غير مقبول على الاطلاق”.
وتوجّه “بتحية إجلال لأرواح الشهداء وضحايا الاعتداءات الاسرائيلية، وآخرها أمس في راس النبع”، مشددًا على “أننا نطلق للعالم هزة ضمير لا صرخة ألم وخيبة، لأننا أقوياء بالإيمان ومتمسكون بحقنا بكرامتنا وارضنا و سيادتنا”.
وشدد على أنّه “في كل المحافل الدولية والاجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين، قلنا ان لبنان ملتزم ومصر على تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وأن على المجتمع الدولي ان يلزم العدو الاسرائيلي بالتقيد بمضمون القرار والالتزام به، تحقيقا للاهداف التي من أجلها صدر هذا القرار”.
أضاف :”في جلسة اليوم اتخذنا القرار الآتي:”الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار”.
وأوضح أن “هذا الموقف الذي نعلنه ليس مستجدا، بل اكدناه على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة السنة الفائتة وأعلناه أيضا منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب. والقاصي والداني يعلم ان العدو الاسرائيلي هو الذي رفض التجاوب مع ما طرحناه في هذا الاتجاه”.
وتابع :”دعوتي لكل المسؤولين والقوى الوطنية ،ان نتحمل معا مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا و بلدنا .كما ادعو وسائل الاعلام الى وعي دقة المرحلة وخطورتها والحفاظ على دقة الخبر وصدقيته في هذه المرحلة الدقيقة”.
وأشار الى أنّ “رغم كل الجهود التي بذلناها عربيا ودوليا للحؤول دون وقوع المحظور تستمر الحرب الاسرائيلية على لبنان، وتتصاعد اغتيالا وقتلا وتدميرا وانتهاكا جويا لسيادتنا وإجتياحا بريا لأرضنا، وكأننا متروكون للقدر، وكأنه محرم علينا ان ندافع عن حقنا وارضنا و كرامتنا.”
واعتبر أنّ “ما يشهده العالم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لكل الحدود والأخلاقيات، وما تخلفه يوميا من تدمير وما توقعه من شهداء وضحايا، يجعل لبنان كله ضحية للغطرسة الاسرائيلية التي لا ترتدع و لا تزال تنتهك سيادتنا على عيون العالم ، مستقوية باللامبالاة العالمية وبالصمت المريب عن مجازرها الإبادية. كأن لبنان خارج اي حصانة مجتمعية وحماية إنسانية ، وبعيدا عن منطق احترام القوانين والمواثيق الدولية وكرامة الإنسان وحق الشعب باسترجاع ارضه و الحفاظ على حريته”.
وأردف ميقاتي :”نحن لا نطلق نداء إستغاثة نحن نهز ضمير الإنسانية لتنتصر للحق والإنسان ولبنان”.
واستنكر “الاعتداء الذي تعرضت له قوة اليونيفيل من قبل إسرائيل”، ووضعه “برسم المجتمع الدولي الذي تنتهك حرماته و يهدَّد وجوده من خلال استهداف قوى الأمم المتحدة.”
وأكّد أنّ “النداء الوطني الذي أطلقناه من عين التينة ، مبني على الموقف الدولي الاميركي والفرنسي والدول الأثني عشر المؤيدة لوقف الحرب وهدنة الواحد وعشرين يوما ، هو نداء بإسم لبنان ولأجل كل لبنان. وهذا النداء صالح للتطوير ولأن يكون نداء جامعا، ويدنا ممدودة للتضامن مع كل القوى السياسية والقامات الوطنية”.
وفي الختام، جدد التأكيد “على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، تحصينا للبلد”.
ولفت الى أن “وهنا لا بد لي، إلا أن أشكر باسم الحكومة كل الدول التي ساعدت لبنان بهذه الظروف الصعبة، وتبلغنا اليوم انه ابتداء من الغد سيكون هناك جسر جوي بين لبنان والمملكة العربية السعودية حيث ستأتي المساعدات أيضا من قبلها، إضافة الى كل الدول الصديقة والعربية التي ساهمت بارسال المساعدات. وشكر كبير من كل لبنان ومن الحكومة اللبنانية الى جميع المتبرعين.”
وتطرقت الجلسة الى “الملف المتعلق بمؤتمر باريس وتهيئة الملف اللبناني الخاص بهذا المؤتمر والذي دعينا اليه في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وسيتم تهيئة الملف من كافة النواحي الإنسانية وما يطلبه الجيش لكي يقوم بدوره في هذا الموضوع. وفي دراستنا سنوضح ما يجب ان نقوم به في اليوم التالي لانتهاء الحرب. كما تحدثنا عن الضوابط السلوكية داخل مراكز الايواء وامن هذه المراكز والصحة العامة والنظافة”.
وشدد على أنّه “يبقى الأساس الذي نركز عليه دائما وهو ضرورة وقف اطلاق النار فورا وان يقوم الجيش بدوره كاملا لحفظ الامن وتعزيز دوره في جنوب لبنان لكي يقوم لما ينص عليه القرار “1701.